ارتفاع حصيلة الفيضانات في جنوب إفريقيا إلى 57 قتيلاً والرئيس يشير إلى أن جهود الإنقاذ عُلّقت لافتقار الموارد
ارتفعت حصيلة الضحايا حتى يوم الخميس إلى 57 شخصًا، في إحدى أفقر المقاطعات في البلاد، بعد أن قالت السلطات إن جهود الإنقاذ تأثرت بشدة بسبب نقص الموارد .
بدأت الفيضانات إثر هطول أمطار غزيرة تسببت في فيضان نهر قبل الفجر يوم الثلاثاء، لتغمر مياه يصل عمقها إلى 3–4 أمتار (10–13 قدمًا) مدينة مِثالّا والمناطق المجاورة، مما أدى إلى اقتلاع منازل وسيارات وحياة سكان كانوا نائمين.
قال أوسكار مابوياني، رئيس مقاطعة Eastern Cape، إن الفيضانات ضربت في وقت غير متوقع حيث كان الناس نائمين، مما زاد من الخسائر .
المقاطعة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 7.2 مليون نسمة، تعاني من استعداد ضعيف للطوارئ؛ فهي لا تملك إلا طائرة إنقاذ واحدة تم جلبها من غيبرها على بعد أكثر من 500 كم، ولم تُجهّز بأغطية أو غواصين متخصصين أو كلاب إنقاذ.
نُقل عن مابوياني قوله: «عندما يقع شيء كهذا، يُقال إننا عاجزون… نحن مشلولين» .
ومن بين القتلى، ستة طلاب في المرحلة الثانوية سقطوا عقب انجراف حافلتهم المدرسية في مياه جارفة، بينما لا يزال أربعة منهم مفقودين.
ونجا ثلاثة آخرون بعد أن تمسّكوا بالأشجار وقُتل مسافرون اثنان إضافيان كانا على متن الحافلة.
وأُحصِيت أضرار بأكثر من 127 مدرسة و20 منشأة صحية، إضافة إلى آلاف المنازل التي غرقت أو تهدمت، كما تقطعت سُبل العيش لنحو 1,000 أسرة نُقلت إلى ملاجئ جماعية.
الكوارث تضمنت انقطاعًا واسعًا للتيار الكهربائي وانهيارات في الطرق والجسور .
من جانبه أعلن الرئيس سيريل رامافوزا عزمه زيارة المنطقة الجمعة، بعد تفعيل مركز إدارة الكوارث الوطني لدعم جهود الإنقاذ المحلية .
ووجّه بعض أحزاب المعارضة، مثل Economic Freedom Fighters، اللوم إلى الحكومة بسبب تجاهل بنية تحتية ضعيفة كانت تراكمية على مدى سنوات .
وتتواصل إلى الآن عمليات البحث والإنقاذ، في ظل خطر استمرار تقلب الطقس، خاصة مع انقطاع البنية الأساسية.
وتُظهر هذه الكارثة هشاشة البنية التحتية في المناطق الريفية الفقيرة بجنوب إفريقيا وأهمية تعزيز الاستعداد للكوارث. الفقدان الكبير للمدنيين والبنية التحتية يثير تساؤلات جدية حول غياب الاستثمار الحكومي على مدى سنوات، خاصة أن تلك المناطق تواجه شتاءً قاسيًا وأمطارًا كثيفة سنويًا.