الانهيار الذي أنهى رئاسته: كيف وقفت واشنطن ضد حسن شيخ محمود؟

هذا المقال كتبه بالصومالية أحد الاعلاميين والسياسيين المقربين من الحكومة الصومالية وترجمته وكالة شهادة للعربية.

 

لم يكن تدهور ثقة الولايات المتحدة بالرئيس حسن شيخ محمود نتيجة بيان صحفي معلن، بل جاء في صورة تسريب وثيقة حساسة – رسالة خاصة بعث بها الرئيس حسن إلى الرئيس الأمريكي دونالد جيه. ترامب.

لم تكن الرسالة نفسها تحوي شيئاً غير عادي، لكن تسريبها لم يكن خطأ، بل كان بمثابة إنذار. وقد فُسرت على نطاق واسع على أنها تصرف متعمد من قبل بعض العاملين في السفارة الأمريكية في مقديشو، ما شكّل إشارة على نهاية صبر واشنطن تجاه قيادة حسن شيخ، بعد أشهر من التدهور في العلاقة.

كانت الرسالة تهدف إلى كسب دعم أمريكي، لكنها جاءت بنتيجة عكسية، إذ أظهرت رئيساً ضعيفاً يتوسل المساعدة، في وقت كانت حكومته تفقد ثقة الداخل والخارج.

ووفقاً لمصادر متعددة، فإن التقرير جاء من دبلوماسيين في السفارة الأمريكية أصيبوا بالإحباط من تجاهل الرئيس حسن لنصائحهم، وتصرفه بريبة، وفشله في تحقيق تقدم ملموس. وقال مسؤول أمريكي كبير: “هذا لم يكن حادثاً، بل كان رسالة واضحة بأن العلاقة قد انتهت”.

 

كانت هذه الرسالة بمثابة إعلان رسمي للقطيعة بين حسن شيخ محمود والجهاز الدبلوماسي الأمريكي. وقد أشار مسؤولون أمريكيون وإقليميون إلى فشل حسن في ضمان الأمن في الصومال، وإلى اعتراضه على الجهود الأمريكية في محاربة الإرهاب. قال مسؤول آخر: “ذلك التقرير كان بمثابة طلقة تحذيرية. لقد تخلينا عن الدفاع عنه”.

 

تلك الأزمات كانت نتيجة وعود لم تُنفذ، واستراتيجيات متخبطة، وسلوكيات أثارت الانقسام. وبلغ التوتر ذروته حين رفضت حكومة حسن علناً نصائح أمنية من السفارة الأمريكية، ووصفتها بأنها لا أساس لها، ما اعتُبر تصرفاً غير مسؤول واستفزازياً.

أما القشة التي قصمت ظهر البعير فكانت عندما ماطل في إقالة وزير الدفاع رغم الطلبات المتكررة من واشنطن. وعندما أقدم أخيراً على الخطوة، اتهم الولايات المتحدة بممارسة الضغط عليه، ما أثار غضباً شديداً في واشنطن، حيث رأت القيادة الأمريكية أن ذلك محاولة لتقويض جهودها الدبلوماسية وتحميلها المسؤولية.

 

في البيت الأبيض، كان القرار واضحاً: “لقد انحرف عن الأهداف الأساسية للمنطقة والأمن”، وفقاً لمسؤول رفيع في إدارة ترامب.

 

تدرس إدارة ترامب حالياً بدائل محتملة لقيادة الصومال – أشخاص قادرون على استعادة ثقة المؤسسات، وبناء علاقات جديدة، والتعاون مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب.

 

وفي أروقة الحكومة الأمريكية – وزارة الخارجية، البنتاغون، ومجلس الأمن القومي – يُنظر إلى حسن باعتباره شخصاً غير موثوق، ضعيف سياسياً، ويعمل لمصالحه الخاصة.

 

داخل السفارة الأمريكية في مقديشو، تسود أجواء من الغضب والتوتر بسبب ما يعتبرونه سلسلة من الأكاذيب والوعود الكاذبة والصفقات السرية مع دول أجنبية، وتنامي المخاوف من سلوكياته.

 

وقال دبلوماسي: “الرأي المشترك حالياً هو: إنه خطر على الصومال ولا يمكن الوثوق به. يتحدث بكلام جميل خلف الأبواب المغلقة، لكنه يقوّض جهود أمريكا على الأرض بشكل منهجي”.

ومع انتهاء صبر واشنطن، تحولت النقاشات السياسية نحو خطط بديلة عاجلة.

حيث يشارك مسؤولون رفيعو المستوى في مشاورات داخلية بشأن تغيير سياسي محتمل في الصومال.