بعد سنة كاملة من التراشق والتهديد، الحكومتان الإثيوبية والصومالية تستعيدان العلاقات الدبلوماسية
جددت حكومتا إثيوبيا والصومال علاقاتهما الدبلوماسية خلال زيارة قام بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى أديس أبابا يوم السبت. بعد التدخل التركي للمصالحة بين الطرفين.
واتفق محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد “على استعادة وتعزيز علاقاتهما الثنائية من خلال التمثيل الدبلوماسي الكامل في عاصمتيهما”.
وشدد الجانبان على أن الاستقرار الإقليمي يتطلب “تعاونا قويا بين البلدين على أساس الثقة والاحترام المتبادل”.
وجاءت استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا والصومال بعد شهر واحد فقط من توصل الجاران في القرن الأفريقي إلى اتفاق سلام بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبعد سلسلة من التصريحات التي تؤكد عدم الثقة وقلة الاحترام بين الطرفين.
لماذا كانت إثيوبيا والصومال على خلاف؟
وتوترت العلاقات بين الجارتين في شرق إفريقيا منذ العام الماضي عندما أبرمت إثيوبيا غير الساحلية اتفاقا مع منطقة صومالي لاند الانفصالية في الصومال.
في ذلك الوقت وافقت إثيوبيا على استئجار أراض على طول ساحلها لإنشاء قاعدة للقوات البحرية. في المقابل ، ستعترف إثيوبيا باستقلال صومالي لاند.
وأثار اتفاق الميناء خلافا بين الجارتين حيث اتهمت كلاهما الأخرى بينما هددت الحكومة الصومالية وتوعدت الدولة التي ساعدتها كثيرا في البقاء في البلاد وحماية مصالحها من تقدم حركة الشباب المجاهدين.
وفي أبريل 2024 ، طرد الصومال السفير الإثيوبي في مقديشو واستدعى ممثله في أديس أبابا.
وخلال زيارة محمود يوم السبت، أكدا مجددا التزامهما بالاتفاق و”روح الصداقة والتضامن”.
كما ناقشا تعميق التجارة والتعاون الأمني ضد حركة الشباب المجاهدين لمنع إقامة نظام إسلامي شامل ومستقل في البلاد.
وفي هذه الأثناء صرحت مصر أنها ستشارك في قوات بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال وطالبت بدور قيادي في البعثة في محاولة لمناكفة إثيوبيا التي تعتبر تدخل مصر في الصومال تهديدا لأمنها القومي.
وسيظهر كيف ستتعامل إثيوبيا مع دخول قوات مصرية قريبا من حدودها مع وجود ملف سد النهضة الذي لم يحسم بين أديس أبابا والقاهرة وفشل المفاوضات في تلبية مطالب الحكومة المصرية.
وأصبح التنافس على قتال حركة الشباب المجاهدين في الصومال هدفا مشتركا لأديس أبابا والقاهرة رغم خلافاتهم على ثروة المياه الوجودية.