ترامب يعلن الحرب على وكالات الإعلام الأمريكية لـ”فشلها”: إقالة جماعية لموظفي إذاعة VOA
في خطوة مثيرة تُعد الأوسع من نوعها، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تفكيك شبكة واسعة من الإعلاميين الذين كانوا يعملون في وسائل إعلام أمريكية ممولة من الحكومة.
بحسب بيان رسمي صدر عن “كاري ليك”، المستشارة العليا لترامب في شؤون الإعلام الدولي، تم في الليلة الماضية إصدار قرارات فصل جماعي طالت 639 موظفًا من العاملين في وكالة الإعلام العالمية الأمريكية (USAGM) وإذاعة صوت أمريكا (VOA)، وهي الجهة التي تُعد الذراع الإعلامي الدولي للحكومة الأمريكية.
وأكد البيان أن القرار يأتي استكمالاً لعملية تقليص ضخمة بدأت منذ مارس الماضي، وشملت حذف 1,400 وظيفة، أي ما نسبته 85% من إجمالي العاملين، في سابقة لم يشهدها تاريخ الإعلام الدولي الأمريكي.
وقالت ليك إن القرار يأتي تنفيذًا مباشرًا لأوامر ترامب “بإنهاء جميع الوظائف غير القانونية، وتقليص الوكالة الإعلامية الدولية الأمريكية إلى أدنى حد يسمح به القانون”، في إطار خطة لإعادة تشكيل السياسة الإعلامية الخارجية للولايات المتحدة.
وأشار البيان إلى أن القسم الوحيد الذي بقي فاعلًا هو المتعلق بالخطاب الموجّه لمنطقة الشرق الأوسط، خصوصًا الملف الإيراني والصراع الجاري في فلسطين، في حين تم تعليق أو إغلاق بقية الأقسام واللغات، بما فيها القسم الفارسي وقسم اللغة الصومالية.
اللافت أن البيان لم يخفِ ارتياح مستشاري ترامب لهذا الإجراء، حيث وصفته كاري ليك بأنه “نهاية سنوات طويلة من الهدر المالي الذي فرض على دافعي الضرائب الأمريكيين لتمويل وكالة مضللة وفاشلة”.
أما القسم الصومالي من إذاعة صوت أمريكا، الذي كان يلعب دورًا بارزًا في تشويه صورة الجهاد في شرق إفريقيا، فقد كان على رأس الأقسام التي تم إغلاقها، في ظل فشل مزمن في تحقيق أهدافه الإعلامية حسب ما ورد في البيان.
ويُعد هذا التطور أحد أكثر الإجراءات الإعلامية الجذرية التي اتخذتها إدارة ترامب، مما يفتح باب التساؤلات حول مستقبل السياسة الإعلامية الأمريكية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية بعد مرحلة سيطرة الإعلام الغربي بـ”ماكينة الحرب النفسية” الموجهة ضد الأمة الإسلامية ومجاهديها.