مصر تستعد لنشر قوات في الصومال لقتال حركة الشباب المجاهدين ومواجهة نفوذ إثيوبيا في القرن الأفريقي

من المتوقع أن ترسل مصر قوات عسكرية إلى الصومال فيما فسره المحللون على أنه محاولة لموازنة نفوذ إثيوبيا المتزايد عبر القرن الأفريقي مع السعي لتأمين الوصول الاستراتيجي إلى البحر الأحمر. بينما أكدت التصريحات الحكومية أن نشر القوات جاء لدعم الحكومة الصومالية الهشة في قتال حركة الشباب المجاهدين ومنع تمدد نظامها الإسلامي في البلاد.

وفي خضم هذه المناورات الجيوسياسية، من المقرر أن تجري مصر والحكومة الصومالية مشاورات في القاهرة في الفترة من 10 إلى 12 كانون الثاني / يناير لمناقشة مشاركة مصر ا المحتملة ف يعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة “أوصوم”.

وفقا لمصادر نقلتها الصحافة الصومالية المحلية ، تجري أيضا مفاوضات مع إثيوبيا وبوروندي لمساهماتهما في أوصوم ، مع التركيز على نهج متعدد الدول لتعزيز فعالية البعثة في واحدة من أكثر المناطق تقلبا في إفريقيا. دون الإشارة إلى قرار بوروندي سحب قواتها من الصومال.

ويأتي هذا الانتشار على خلفية تصاعد الاحتكاك بين إثيوبيا ومصر، والذي تفاقم بسبب اتفاق القاهرة الدفاعي الأخير مع الصومال في أغسطس آب ،2024 بعد 7 أشهر فقط من توقيع رئيس الوزراء آبي أحمد مذكرة التفاهم بشأن الوصول إلى الميناء البحري مع صومالي لاند.

وفي أغسطس/آب، سلمت طائرتان عسکریتان مصريتان وسفينة عسكرية أسلحة وذخيرة إلى مقديشو، مما أثار مخاوف اندلاع حرب بالوكالة في الصومال.

ينظر إلى المبادرات العسكرية والدبلوماسية المصرية على أنها ليست فقط تأييدا للصومال ولكن أيضا مسرحية استراتيجية لإعادة تقويم النفوذ الإقليمي وحماية مصالح مصر في الممر المائي الحيوي على البحر الأحمر ، وهو أمر حيوي للتجارة والأمن العالميين.

يمكن أن يؤدي هذا الموقع الاستراتيجي من قبل مصر إلى إعادة تشكيل التحالفات وهياكل القوة في القرن الأفريقي، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات على الاستقرار الإقليمي والطرق البحرية الدولية.

ويبقى السؤال ما مدى جدوى التحركات المصرية التي ينظر لها البعض على أنها متأخرة وشكلية.