إقالات وتعيينات متكررة في قيادة وكالة الاستخبارات الصومالية مع تصاعد تهديد حركة الشباب المجاهدين
أقالت الحكومة الصومالية رئيس جهاز الاستخبارات، بعد عام واحد فقط من تعيينه، لتعود مجددًا إلى الاعتماد على رؤساء الاستخبارات السابقين كما فعلت في السابق. بحسب صحيفة إيست أفريكان.
جاء هذا القرار عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء يوم الأحد، وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء حمزة بري.
وقد تم تعيين مهاد محمد صلاد مديرًا عامًا جديدًا لوكالة الاستخبارات والأمن الوطني (NISA)، ليحل محل عبدالله محمد علي، المعروف شعبيًا باسم “سنبلوشي”، الذي تولى المنصب في أبريل من العام الماضي.
وبحسب الحكومة الصومالية، فإن التغيير في قيادة الجهاز كان ضروريًا لمواجهة تهديد داخلي متزايد، يتمثل أساسًا في حركة الشباب المجاهدين.
هذه الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تشن تمردًا ضد الحكومة الفيدرالية في مقديشو منذ أكثر من 16 عامًا، وقد كثّفت مؤخرًا هجماتها مستهدفة كبار المسؤولين الأمنيين ومنشآت الدولة الحيوية بحسب الصحيفة.
تحركات صومالي لاند
عودة “صلاد” إلى مقر وكالة NISA تأتي في وقت تواجه فيه الصومال تحديًا دبلوماسيًا من إقليم صومالي لاند، الذي كثّف جهوده للحصول على اعتراف دولي كدولة مستقلة ذات سيادة.
وتعتبر الصومال هذا الإقليم جزءًا من أراضيها، رغم إعلان صومالي لاند استقلالها من جانب واحد عام 1991، وإنشاء عملتها الخاصة وبنك مركزي وجيش.
وفي الأسبوع الماضي، قام رئيس صومالي لاند عبدالرحمن عبد الله بزيارة إلى كينيا طالب فيها بالاعتراف الرسمي. ورغم أن نيروبي رفضت الطلب وأعلنت دعمها للحكومة الصومالية كجهة شرعية وحيدة، إلا أن “عبد الله” سُمح له بلقاء الرئيس الكيني ويليام روتو وعدد من المسؤولين الدبلوماسيين لعرض قضيته. بحسب الصحيفة.
كما أرسل الإقليم سابقًا ممثلين إلى الولايات المتحدة لطرح نفس الطلب.
مهام صلاد القادمة
سيتولى “صلاد” مهمة تقديم المشورة بشأن أفضل سبل مواجهة تصاعد النشاط الجهادي، كما سيقدم توصيات للحكومة حول كيفية تحسين صورتها، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها الصومال حاليًا في تأمين تمويل لمكافحة ما يسمى الإرهاب.
وتواجه بعثة الاتحاد الأفريقي، المكلّفة بدعم الوكالات الصومالية، نقصًا في التمويل قبل أقل من 30 يومًا على بدء مهامها.
رحيل سنبلوشي
تُعد هذه المرة الثالثة التي يغادر فيها “سنبلوشي” منصب مدير جهاز الاستخبارات. حيث سبق له أن شغل المنصب في عامي 2014 و2017.
وبعد التعديل الحكومي، أعرب مجلس الوزراء عن دعمه القوي لقيادة “صلاد”، مجددًا التزامه بتقوية المؤسسات الأمنية، ومعترفًا بمساهمات “سنبلوشي” خلال ولايته الأخيرة.
وكان “صلاد” قد التحق بوكالة NISA في أغسطس 2022، عقب تولي الرئيس حسن شيخ محمود السلطة وتعيينه مديرًا عامًا.
وفي حينه، تخلّى عن مقعده البرلماني كما يقتضي الدستور الصومالي. لكن في أبريل 2024، تمّت إقالته بقرار من مجلس الوزراء، دون إبداء أسباب رسمية.
تصاعد العمليات الجهادية
في هذه الأثناء، صعّدت حركة الشباب المجاهدين الجريئة، بما في ذلك محاولة اغتيال الرئيس شيخ محمود يوم 18 مارس 2025، عندما استهدف مقاتلو الحركة موكبه بعبوة ناسفة وسط مقديشو.
وخلال الولاية الأولى لـ”صلاد”، أقرّت الحكومة الصومالية قانونًا جديدًا يوضح صلاحيات وكالة NISA، بعد أن تعرضت لانتقادات سابقة باتهامات باستخدامها في ملاحقة الخصوم السياسيين. وسيُطلب من “صلاد” الآن إعادة بناء التعاون مع وكالات الاستخبارات الإقليمية والدولية.