الاحتلال الإسرائيلي وإيران: تصعيد عسكري غير مسبوق
في 13 يونيو 2025، شن الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة أُطلقت عليها “عملية الأسد النائم”، باستخدام أكثر من 200 مقاتلة (بما في ذلك F‑35I وF‑15I وF‑16) لاستهداف منشآت نووية وعسكرية إيرانية، من بينها ناتانز، فوردو، ومواقع طهران وتبريز.
واستهدفت القصوفات الإسرائيلية مراكز إنتاج أجهزة الطرد المركزي، مختبرات نووية، قواعد لمراقبة الشرطة الإيرانية، ومرافق إعلامية ودفاعات جوية.
أسفرت الغارات عن مقتل مئات مدنيين من بينهم العلماء والموظفون المدنيون، مع تأكيد منظمة حقوقية على وفاة 585 شخصًا (239 مدنيًا) وجرح نحو 1,300 .
رد إيراني بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة
أطلق الحرس الثوري الإيراني أكثر من 400 صاروخ وطائرة دون طيار على الاحتلال، مستهدفًا تل أبيب ومحيطها. وزعم الاحتلال اعتراض نحو 90% من هذه الضربات، بينما فقد ما لا يقل عن 20 من المدنيين في الداخل . بحسب تصريحاته.
وتسبّبت الهجمات الإيرانية بخسائر بشرية مباشرة في مدن إسرائيلية مثل تل أبيب، بات يام، وحيفا.
ويرافق الوضع المتأزم حالة من الذعر الجماعي، حيث لجأ السكان إلى الملاجئ، وظهرت تأثيرات نفسية جسيمة.
في حين أن “القبة الحديدة” وأنظمة الدفاع الإسرائيلية لم تمنع بالكامل اختراقات أدّت إلى ضحايا موزعين على عدة مواقع سكنية .
وتمكنت القصوفات الإيرانية من استهداف منشآت استراتيجية ومرافق أمنية منها قاعدة نيفاتيم الجوية وقاعدة تل نوف الجوية ومقر الموساد والمخابرات (تل أبيب وغليّوت)
وألقى المرشد الإيراني خامنئي أول خطاب عام له منذ بدء الضربات، مؤكدًا أن إيران “لن تستسلم لأيّ كان”، محذرًا من أن أي تدخل أمريكي سيُحدث “أضرار لا تُصلح” .
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بغائي، لإحدى المحطات التلفزيونية أنّ “أي تدخل أمريكي سيكون وصفة لحرب شاملة في المنطقة” .
بدوره علق الرئيس الأمريكي ترامب على احتمالية دخول بلاده إلى الحرب قائلا: “ربما أفعلها… ربما لا”، موضحًا أن “الصبر قد نفد” وأن أمريكا “لديها السيطرة الكاملة على الأجواء فوق إيران” .
كما ضغط من خلال منشور على موقع Truth Social طالب فيه بـ”استسلام غير مشروط” من طهران، معتبرًا أنها “دفاعية منعدمة” .
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو:”ليس الأمر تصعيدًا، بل سينهي الصراع”، عند سؤاله عن إمكانية اغتيال المرشد الإيراني .
تداعيات دولية واقتصادية
أرسل البيت الأبيض حاملة طائرات USS Nimitz وعددًا من طائرات الدعم الجوي، إلى جانب تعزيز حشود على طول المنطقة، فيما أكد ترامب أن العسكريين “جاهزون لأيّ أمر” .
ورغم إطلاق هجمات أعنف، لوّح تقليل عدد الصواريخ التي تطلقها إيران بوجود تأثير للضربات الإسرائيلية على بنى الإطلاق الإيرانية .
التصعيد دفع أسعار النفط للارتفاع مع مخاوف من تعطل الإمدادات، لاسيما مع قيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف منشآت نفطية إيرانية .
دعوات للتفاوض
طالب الرئيس الفرنسي ماكرون ومجموعة السبع ببدء محادثات نووية جديدة، بينما حثت الصين وروسيا على ضبط النفوس والعودة لمسار دبلوماسي .
بينما بدأت عمليات الإجلاء لجنسيات غربية من كلا البلدين، وخفف الاحتلال الإسرائيلي بعض القيود المنزلية، في مؤشرات على اعتقاده بانخفاض مستوى الخطر الصاروخي .
وتؤكد التقارير على أن هذه المواجهة هي الأشد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم، وتستدعي متابعة دقيقة لما قد يحدث خلال الأيام والأسابيع القادمة، خاصة مع احتمالات تدخل أمريكي مباشر أو ضربات إسرائيلية إضافية لطهران.