الصومال: تدهور سيطرة الحكومة على الأراضي وتوسع حركة الشباب المجاهدين
تواجه الحكومة الصومالية حاليا أزمة أمنية وسياسية مقلقة، حيث يتدهور الوضع بسرعة على جبهات متعددة بحسب مقال على صحيفة بوركينا.
1. التدهور الإقليمي وتوسع حركة الشباب
حققت حركة الشباب المجاهدين، مكاسب كبيرة، مما يدل على قدرتها على الاستيلاء على مناطق جديدة والتغلب على المنشآت العسكرية الحكومية الصومالية. تسلط الحوادث الأخيرة، بما في ذلك اجتياح العديد من القواعد العسكرية، الضوء على تراجع حاد في سلطة الدولة الصومالية وفعاليتها. وقد أدت عملياتهم المكثفة في العاصمة مقديشو وحولها إلى تصعيد المخاوف بين المسؤولين الحكوميين. ومن بين الأحداث الجديرة بالذكر محاولة اغتيال الرئيس حسن شيخ محمود، مما يؤكد التهديدات المتصاعدة للقيادة السياسية. علاوة على ذلك، صعدت الحركة من هجمات الهاون على مواقع شديدة التحصين، مثل معكسر حلني – موطن البعثات العسكرية والدبلوماسية الدولية – والسفارة الإيطالية، مما يشير إلى أن هذه المناطق الآمنة تواجه الآن تهديدات ذات مصداقية. ويمثل هذا الوضع نقطة تحول حاسمة بالنسبة للصومال، حيث يتعرض استقرار العاصمة ذاته للخطر، مما يثير المخاوف من المزيد من العنف والاضطرابات بحسب المقال.
وتصنف حركة الشباب كمنظمة إرهابية من قبل كيانات دولية رئيسية، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. بحسب المقال.
وعادة ما تصنف هذه المؤسسات كل جماعة تسعى للتحرر وتجاهد المحتل بالإرهاب كما سبق أن صنفت حركة طالبان وحركة حماس في خانة الإرهاب مع أنها حركات تحررية ضد الاحتلال.
2. تحديات بعثة الاتحاد الأفريقي (أوصوم/ أتميس)
يؤكد سيفويلي ثانديكايا بام، نائب الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال ونائب رئيس البعثة، على الإنذار المتزايد بشأن نقص تمويل القوات التابعة للاتحاد الأفريقي، التي واجهت نقصا في الإمدادات لمدة سبعة أشهر متتالية. وهذا النقص المستمر في الدعم المالي يقوض بشكل كبير قدرتها التشغيلية، مما يجعلها غير مجهزة لمواجهة التهديدات الأمنية. إن سحب التمويل الأمريكي مؤخرا، إلى جانب تردد الاتحاد الأوروبي في زيادة مساهماته، يعرض الهيكل الأمني الصومالي للخطر، مما يسمح بشكل أساسي لحركة الشباب بتوسيع نفوذها وعملياتها داخل المنطقة. بحسب المقال.
3. الحسابات الاستراتيجية الأمريكية: ميناء بربرة
تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة اتجهت محورا استراتيجيا نحو ميناء بربرة في صومالي لاند لإعادة تموضع الأصول العسكرية، مما يعكس إعادة تقويم شاملة للأولويات الجيوسياسية. يمكن أن توفر إعادة فتح القاعدة السابقة في بربرة للولايات المتحدة مركزا عملياتيا آمنا في جزء مستقر نسبيا من الصومال حيث تصبح مقديشو متقلبة بشكل متزايد. قد يكون لهذا التطور العديد من الآثار المهمة:
ومن شأن ذلك أن يعزز الأهمية الاستراتيجية لصومالي لاند في القرن الأفريقي، ويعزز مكانتها كلاعب حاسم في ديناميات الأمن الإقليمي.
ويمكن أن يكون الميناء بمثابة قاعدة احتياطية للعمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، مما يوفر نقطة دعم لوجستية حيوية وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة. بحسب المقال.
4. صراعات العشائر والتجزئة الداخلية
إلى جانب التهديد المستمر الذي تشكله حركة الشباب، يمثل العنف بين العشائر في مناطق مثل جلجدود ومدق وجيدو طبقة إضافية من عدم الاستقرار. وتؤدي هذه الصراعات، مدفوعة بالقضايا الأساسية المتمثلة في النزاعات على الأراضي، والقتل الانتقامي، والتنافس على الموارد الشحيحة، إلى تفاقم المشهد السياسي المجزأ بالفعل. إن دورة العنف المستمرة لا تقوض السلطة المركزية فحسب، بل تعقد أيضا جهود المصالحة الوطنية، مما يعوق التقدم نحو السلام الدائم. بحسب المقال.
5. النخبوية السياسية والدينية
تظهر النخبة السياسية الحالية في الصومال اتجاها مقلقا لإعطاء الأولوية للاحتفال على الحكم الجوهري. ورغم أن أفعال مثل زيارة رئيس الوزراء حمسي بري إلى لاسعنود، على الرغم من أنها تبدو رمزية، إلا أنها تفشل في معالجة القضايا الأساسية التي تدعم تشرذم الأمة وعدم استقرارها. يتضح هذا النهج الأدائي حيث لا تزال الحكومة الفيدرالية منغمسة في العروض السطحية للوحدة بينما يتم إهمال مجالات الحوكمة الحرجة:
ولا تزال الأطر الانتخابية اللازمة للعمليات الديمقراطية دون حل، مما يعوق الجدول الزمني للانتخابات.
تترك المسائل الدستورية الأساسية التي تؤثر على العلاقات بين الولايات الفيدرالية دون معالجة، مما يصنع حالة من عدم اليقين في الحكم.
الجهود المبذولة من أجل المصالحة الهادفة مع الولايات الفيدرالية ضحلة، وتفتقر إلى العمق اللازم لتعزيز الوحدة الحقيقية. بحسب المقال.
وأخيرا بحسب المقال، يقف الصومال عند نقطة تحول حاسمة فيما يتعلق بإقامة دولته وحكمه. وفي غياب إصلاحات فورية وجوهرية، قد يبدأ الشركاء الأمنيون الإقليميون والدوليون في إعادة تقييم استراتيجيات المشاركة الخاصة بهم – وهو تحول يبدو وشيكا، خاصة مع تحول الاهتمام إلى بدائل أكثر استقرارا مثل صومالي لاند. وفي هذا المناخ، تواجه الحكومة الصومالية خطر التهميش الدولي إذا استمرت في تفضيل البصريات السطحية على الجوهر الأساسي والتحويلي في نهجها الحاكم.
المقال كتبه المهندس عبدي علي برخاد هو مهندس كهربائي صومالي متقاعد ومحلل سياسي وكاتب معروف بتعليقه الشامل على سياسات القرن الأفريقي والعلاقات الدولية. وقد نشر العديد من المقالات التي تحلل السياسات الحالية في المنطقة وهو مدافع قوي عن قضية صومالي لاند.