الولايات المتحدة ترحب بإعلان أنقرة عن المصالحة بين الحكومة الصومالية وإثيوبيا وتحث على قتال حركة الشباب المجاهدين
أكد وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني ج. بلينكن، أن بلاده ترحب بإعلان 11 كانون الأول/ديسمبر بين الصومال وإثيوبيا “الذي يؤكد من جديد سيادة كل بلد ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه ويعزز التعاون في مجال المصالح المشتركة”، مضيفا:” ونحن نقدر قيادة تركيا في تيسير هذا الإعلان. نتطلع إلى مفاوضات فنية للسماح لإثيوبيا بالتمتع بوصول موثوق وآمن ومستدام إلى البحر لتحقيق منفعة اقتصادية متبادلة مع احترام وحدة أراضي الصومال”.
وقال بلينكن:”والحوار والمشاركة المستمران ضروريان لمستقبل مستقر ومزدهر لإثيوبيا والصومال. ونشجع إثيوبيا والصومال على تكثيف تعاونهما بشأن المصالح الأمنية المشتركة، ولا سيما مكافحة حركة الشباب، ونتطلع إلى مواصلة تعاوننا الثنائي الوثيق مع البلدين”.
على غرار واشنطن، قطر ترحب
من جانبها رحبت قطر يوم الخميس بالاتفاق الذي تم بوساطة تركية بين الحكومة الصومالية وإثيوبيا لإنهاء خلافاتهما.
ووصف بيان لوزارة الخارجية الاتفاق بأنه خطوة مهمة “تمهد الطريق لمفاوضات فنية للتوصل إلى حل شامل ونهائي للنزاع بين البلدين الجارين”.
تركيا عراب الاتفاقية
واستضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة يوم الأربعاء قبل أن يعلن القادة الثلاثة إعلان أنقرة.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة التركية “لقد اتخذنا الخطوة الأولى نحو بداية جديدة تقوم على السلام والتعاون بين الصومال وإثيوبيا”.
وجاء في “إعلان أنقرة”: “أكد قادة الصومال وإثيوبيا من جديد احترامهما والتزامهما بسيادة بعضهما البعض ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، فضلا عن المبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي”.
ويقول التقرير أيضا إن الزعيمين اتفقا على التخلي عن الخلافات والتعاون لصالح الازدهار المشترك.
“إن الصومال يعترف بتضحيات الجنود الإثيوبيين في بعثات الاتحاد الأفريقي. وأقروا بالفوائد المتنوعة المحتملة التي يمكن جنيها من وصول إثيوبيا المضمون من وإلى البحر، مع احترام السلامة الإقليمية لجمهورية الصومال الاتحادية “.
“اتفق الزعيمان، وفقا لتركيا، على أن يبدأ البلدان “مفاوضات فنية” بحلول فبراير حول تفاصيل وصول إثيوبيا إلى البحر، وأن هذه المفاوضات ستسهل من قبل تركيا وسيتم “الانتهاء منها والتوقيع” في غضون أربعة أشهر من بدئها.
واتفق الجانبان على العمل معا لوضع اللمسات الأخيرة على “الترتيبات التجارية ذات المنفعة المتبادلة من خلال الاتفاقيات الثنائية، بما في ذلك العقود والتأجير والطرائق المماثلة، والتي ستسمح لجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية بالتمتع بوصول موثوق وآمن ومستدام من وإلى البحر، تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الاتحادية”.
تبديل أدوار
ولم يتغير شيء في جوهر الاتفاقية حيث ستحصل إثيوبيا على موطئ قدم على البحر الصومالي ولكن بدل أن يكون التوقيع من طرف صومالي لاند سيكون من طرف حكومة مقديشو. ما يكشف درجة التضليل التي تستخدمها الحكومة الصومالية في حملة عدائها على إثيوبيا، التي بالتأكيد لا تستغني عنها ولا يمكنها أن تجد حليفا قويا يعوضها.
وتبخرت شعارات السيادة الوطنية والعداوة الإثيوبية المتجذرة، وانتهت كأنها لم تكن بوساطة الأتراك الذين يستفيدون من البحر الصومالي باتفاقية أخرى، تخولهم التصرف في الثروات الصومالية بحصانة كاملة مقابل حماية الحكومة الهشة التي تلخص اهم أدوارها في تقديم التوقيعات للقوى الأجنبية للتصرف في ثروات الصومال كما تملي مصالحها.
وقد قدمت إثيوبيا للحكومة خدمة بإطالة عمر وجودها ولولا القوات الإثيوبيا والدعم الدولي لما تمكنت هذه الحكومة الهشة من البقاء في الصومال.
وتعمل تركيا وإثيوبيا والولايات المتحدة في حلف دولي لمنع إقامة النظام الإسلامي الشامل والمستقل في الصومال.
حركة الشباب المجاهدين ترفض الاتفاقية
ومن جانبها رفضت حركة الشباب المجاهدين الاتفاقية، وجاء في بيان المكتب الصحفي الذي نشر باللغتين الإنجليزية والصومالية وترجمته وكالة شهادة للعربية:”تعلن حركة الشباب المجاهدين عن رفضها القاطع للاتفاقية الباطلة التي وقعتها الإدارة المرتدة بزعامة حسن جرجورتي والحكومة الإثيوبية الليلة الماضية في أنقرة، والتي رتبتها الحكومة التركية”.
وأضاف البيان:” وفقاً لبنود الاتفاقية، سمحت الإدارة المرتدة التي يقودها حسن جرجورتي لإثيوبيا بالاستيلاء على أجزاء من السواحل الصومالية، ووافقت على استمرار وجود القوات الإثيوبية التي تحتل الصومال وترتكب مجازر مستمرة ضد الشعب الصومالي، فضلاً عن جلب مزيد من القوات لاحتلال مناطق جديدة”.
“نؤكد للشعب الصومالي أن الاتفاقية التي وقعها الأعداء في أنقرة لا تختلف عن تلك التي وقعت في أديس أبابا بين آبي أحمد وموسى بيحي، والهدف الذي سعى حسن جرجورتي لتحقيقه من خلال هذه الاتفاقية هو فقط تبرير العقد الذي يسعى لتمريره للاستيلاء على بحر الصومال”.
وواصل البيان:”تكرر حركة الشباب المجاهدين تأكيدها على أنها لن تقبل أبداً الاتفاقيات الباطلة التي توقعها الإدارات المرتدة مع الحكومات المعادية، خاصة إثيوبيا التي كانت ولا تزال تحتل الأراضي الصومالية، وتستعد الآن لضم الأجزاء المتبقية، بما في ذلك مياهنا البحرية”.
“ندعو الشعب الصومالي المسلم للوقوف والتحرك ضد المؤامرات التي يدبرها أعداؤهم. كما ندعو الشباب المسلم الصومالي على وجه الخصوص لتحمل مسؤوليتهم وأداء واجبهم الشرعي في الدفاع عن دينهم ووطنهم وشعبهم”.
وجاء في ختام البيان:”وتتعهد حركة الشباب المجاهدين بمواصلة الجهاد ضد التحالف الدولي للصليبيين وعملائهم المرتدين حتى تطرد العدو الغازي من الأراضي الصومالية، وحتى تكون جميع أمور الدين خالصة لله وحده. قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) [البقرة:193]”.