بريطانيا تغلق قاعدتها العسكرية في بيدوا جنوب الصومال وسط تصاعد عمليات حركة الشباب المجاهدين: انسحاب مفاجئ يثير تساؤلات كثيرة

أعلنت الحكومة البريطانية، عبر سفيرها في الصومال، جارليز نيكولاس كينغ، عن إغلاق قاعدة عسكرية تابعة لها في مدينة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال، في خطوة مفاجئة أثارت العديد من التساؤلات في الأوساط السياسية والأمنية.

وفي تصريح رسمي، كشف السفير البريطاني أن المملكة المتحدة أنهت وجودها العسكري في القاعدة التي كانت تديرها منذ عام 2019، والتي كانت تُستخدم كمركز لتدريب قوات تابعة لولاية جنوب الغرب الصومالية.

 

وشهدت القاعدة العسكرية – التي كانت تضم جنوداً ومستشارين عسكريين بريطانيين – أنشطة مكثفة لتدريب القوات المحلية، في إطار ما اعتبرته بريطانيا دعماً لجهود الاستقرار وبناء القدرات الأمنية في المنطقة.

ووفقاً للمصادر، كانت الحكومة البريطانية تقدم دعماً مباشراً لحكومة جنوب الغرب، شمل تقديم معدات عسكرية وأسلحة، فضلاً عن الدعم اللوجستي والتدريبي المستمر لعناصر القوات الموالية للحكومة الصومالية.

ورغم أن لندن لم تفصح عن الأسباب الرسمية لهذا الانسحاب، إلا أن المراقبين يرجحون أن تصاعد العمليات العسكرية التي تنفذها حركة الشباب المجاهدين في محيط بيدوا، قد دفع السلطات البريطانية إلى اتخاذ قرار الانسحاب، خوفاً على أمن قواتها ومستشاريها في المنطقة.

 

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتسارع فيه وتيرة الهجمات والكمائن المسلحة التي تستهدف المقرات الحكومية والقواعد العسكرية في جنوب الصومال، مما يُضعف من قدرة القوات المدعومة خارجياً على البقاء في مواقعها المتقدمة.

انسحاب بريطانيا من قاعدتها في بيدوا يمثل تحوّلاً استراتيجياً في الحضور العسكري الغربي داخل جنوب الصومال، ويعكس تحديات أمنية متزايدة قد تدفع حلفاء آخرين إلى إعادة النظر في تواجدهم بالمنطقة. ويبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام بداية انسحاب أوسع للقوات الأجنبية من جنوب الصومال؟