بيان مشترك لتنظيم القاعدة ونصرة الإسلام والمسلمين بشأن سقوط النظام السوري
في بيان مشترك بين قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي ونصرة الإسلام والمسلمين، تحت عنوان “وعز الشرق أوله دمشق” جاء فيه:
“الحمد لله رب العالمين ناصر المستضعفين ومعزّ المؤمنين القائل في منزل تحكيمه {إِنَّا لَتَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:٥١)، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وقائد الفاتحين القائل: “ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنّهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزّا يعز به الإسلام وأهله، وذلا يذل به الشرك وأهله.”
أما بعد،
نبارك للأمة الإسلامية عموما، ولإخواننا في الشام الحبيب على وجه الخصوص هذا الفتح العظيم وهذا النصر العزيز الذي منّ الله به علينا وعليهم في هذه الأيام المباركة؛ ونحمد الله على إتمام نعمته عليهم، ونشر فضله ورحمته وسكينته على عباده المجاهدين من أجناد الشام المبارك، بردعهم العادية النظام النصيري وأزلامه، وفتحهم لدمشق الشام وحمص ابن الوليد وحماة العلم وحلب الشهباء ودرعا منبع الانتفاضة والجهاد، من رجس الطاغية ابن الطاغية وزبانيته، وبتحريرهم لألاف الأسرى والأسيرات من ظلام الأقبية ودهاليز سجون “الأسد” وتخليصهم من مآسي وفظائع مروا بها عبر عقود من الزمن، وسقط النظام وهرب طاغية الشام (فَقُطِعَ ـ ـوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: ٤٥)
وإننا إذ نهنئ الأمة الإسلامية عموما ومجاهدي الشام وأنصارهم خصوصا، على طي صفحة سوداء في تاريخ سوريا الشام تولى كبرها نظام نصيري مجرم حاقد، وبداية حقبة جديدة مشرقة بإذن الله فيها عزّ الإسلام وتمكين لكيان لأهل السنة في ديار الشام؛ فإننا ندعوا علماء الشام وقيادات الجهاد فيها والمشايخ والحكماء وذوي الخبرة والاختصاص إلى نبذ جميع الخلافات السابقة، والتوحد والوقوف صفا واحدا لبناء كيان جديد مرجعيته الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجا للحياة، وقدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، هديًا حنفيًا مستقيما معتدلا قائما بين {لَا تَطْغَوْا ولَا تَرْكَنُوا)؛ والقيام على نهضة هذا الكيان وحمايته من كيد الكائدين، لتحقيق ثمرة الجهاد والنصر؛ كما ندعوهم للعمل على تقليص الأعداء وتقليلهم وتحييد أنفسهم عن المعارك الجانبية واجتناب الصراعات الفرعية التي قد تؤخّر قطف الثمرة؛ والسعي لبناء كيان سنتي يستند إلى حاكمية الشريعة ونشر العدل والأمن بين جميع طوائف المجتمع السوري بمختلف مكوّناته وأطيافه”.
“إنّ للنصر تكاليفه وأعباءه، وإن قيام كيان لأهل السنة غير مرغوب فيه من جميع أقطاب دول الكفر والزندقة؛ فالتزموا أسباب القوة والإعداد، ولتحرصوا على كسب معركة الوعي والإرشاد واعملوا على صلاح شعبكم ولا صلاح للشعوب إلا بالعدل، كما لا صلاح للحكم إلا بالطاعة؛ ولن يكون ذلك إلا برد الحقوق لأهلها، وبسط العدل بين الناس والمعاملة بالعفو والصفح، ومقابلة الإساءة بالإحسان، وإنتهاح منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة حين قال : “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، والتمسك بثوابت هذا الدين والعض عليها بالنواجذ، استجابة لأمر الله، ووفاءً للتضحيات المبذولة والدماء المراقة منذ ثلاثة عشرة سنة كاملة في سوريا العزّ والكرامة، وحفظا للعهد الذي قطعتموه مع ثلة من رجال قل نظيرهم من كتائب الإستشهاديين والإنغماسيين. قال تعالى : (الَّذِينَ إِن مَّكَنَّاهُمْ فِي أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج: ٤١ )”.
“اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعزّ فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم وفق أهل الشام لما تحبه وترضى، ووفقهم للعمل يدا واحدة لتحقيق ثمرة الجهاد والنصر، اللهم فرحة لأهل غزة والسودان وسائر بلاد المسلمين مثل فرحة أهل سوريا وأفغانستان، اللهم أعد المهجّرين والمشردين والأسارى إلى ديارهم سالمين وقد انطفأت الحرب وعلت فيها أحكام الإسلام، اللهم وحد صف الفصائل في الشام، واصرف عنهم مكر الغرب والشرق، وأبعد عنهم كيد الصهاينة ووكلاء الزندقة والنفاق المتسلطين على رقاب المسلمين. اللهم كما أسقطت بشارا، فأتمم نعمتك على عبادك وأسقط أقرانه وأشباهه في بلاد المسلمين.
ففي القتلى لأجيال حياة… وفي الأسرى فدى لهم
وعتق وللحرية الحمراء باب… بكل يدٍ مُضرجةٍ يُدقَ ..
جزاكم ذو الجلال بني دمشق…وعز الشرق أوَّلُهُ دمشق.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين”.