تحركات دبلوماسية لافتة لوفد من إدارة “صومالي لاند” في إفريقيا

شهدت الساحة السياسية الإفريقية خلال الأيام الماضية تحركات دبلوماسية مكثفة لوفد من إدارة “صومالي لاند” غير المعترف بها دوليًا، وذلك في إطار حملة واسعة تسعى للحصول على اعتراف رسمي في القارة السمراء.

 

فقد قام وفد رفيع المستوى برئاسة عبد الرحمن طاهر آدم، وزير الخارجية في إدارة “صومالي لاند”، بزيارة استغرقت عدة أيام إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بدأت يوم الخميس الماضي واستمرت حتى الأحد. ووفقًا لمصادر إعلامية إثيوبية، التقى الوفد بعدد من كبار المسؤولين الإثيوبيين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الإثيوبي، حيث تناولت الاجتماعات تعزيز العلاقات الدبلوماسية ومجالات التعاون المشترك بين الجانبين.

 

وفي تطور آخر يعكس تصعيدًا دبلوماسيًا ملحوظًا، ذكرت صحيفة “The Times of Israel” أن الوزير عبد الرحمن طاهر يخطط للقيام بجولة رسمية خلال الشهر المقبل إلى دول في غرب إفريقيا، في خطوة اعتبرتها الصحيفة بداية لحملة دبلوماسية مكثفة تهدف للحصول على دعم إقليمي لاعتراف محتمل بـ”صومالي لاند”.

 

الصحيفة العبرية أوضحت أن هذه التحركات جاءت بعد زيارة قام بها السفير الغاني إلى “صومالي لاند”، وهو ما اعتبر تمهيدًا لحملة أوسع تستهدف دول الساحل وغرب إفريقيا، خصوصًا بعد انسحاب كل من مالي، بوركينا فاسو والنيجر رسميًا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”.

 

وأشارت تقارير إعلامية كينية إلى أن لقاءً غير معلن جرى مؤخرًا في العاصمة نيروبي بين الرئيس الجديد لإدارة “صومالي لاند” عبد الرحمن عرو ورئيس كينيا ويليام روتو. وأفادت صحيفة “The Reporter” الإثيوبية أن اللقاء أسفر عن تفاهم مبدئي يتعلق بفتح مكتب تمثيلي لـ”صومالي لاند” في نيروبي، رغم عدم صدور إعلان رسمي بشأن ذلك حتى اللحظة.

 

وعلى صعيد آخر، أتمّ وزير الخارجية في “صومالي لاند” زيارة غير معلنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصف دبلوماسيون مطلعون الاستقبال الذي حظي به الوفد بأنه إيجابي، ويُشكل بحسب وصفهم “مرحلة مفصلية” في المساعي الطويلة التي تبذلها “صوماليلاند” للحصول على اعتراف دولي.

 

وفي الوقت الذي كان فيه الوفد متواجدًا في العاصمة الإثيوبية، وصل قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، إلى أديس أبابا، وذلك بعد أيام قليلة من زيارته لمدينتي هرجيسا وبربرة، مما أضفى أبعادًا استراتيجية على المشهد.

 

ووفقًا لمجلة “The Reporter” الإثيوبية، فإن التحركات الأمريكية المتزامنة مع جهود “صومالي لاند” تعكس رغبة واشنطن في دعم الطموحات البحرية لإثيوبيا، والتي تسعى منذ سنوات للحصول على منفذ بحري عبر سواحل شمال “صومالي لاند”.

 

الجدير بالذكر أن هذا النشاط السياسي المكثف يأتي في ظل تحولات جيوسياسية كبرى تشهدها القارة الإفريقية، وسط صراع إقليمي ودولي متسارع على النفوذ والموانئ، ما يجعل تحركات “صومالي لاند” في هذا التوقيت محط أنظار القوى الكبرى والإقليمية على حد سواء.