تحليلات غربية: الولايات المتحدة تفشل في كبح صعود حركة الشباب المجاهدين في الصومال رغم القصف المتصاعد

 

أكد عدد من المحللين الغربيين أن الولايات المتحدة الأمريكية قد فشلت في تحقيق أي نتائج ملموسة في حربها ضد حركة الشباب المجاهدين في الصومال، على الرغم من تصاعد الهجمات الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة منذ عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم مطلع عام 2025.

 

وبحسب محللين في معاهد أبحاث رائدة، فإن الاستراتيجية الأمريكية القائمة على القصف الجوي المكثف لم تنجح في وقف التقدم الميداني لحركة الشباب المجاهدين في عدد من المناطق الحيوية جنوب ووسط البلاد، بل أسهمت في زيادة مشاعر الغضب الشعبي تجاه واشنطن وحلفائها المحليين.

 

وقال “جيثرو نورمان”، الباحث في معهد الدراسات الدولية في الدنمارك، إن الرئيس ترامب يستخدم الأراضي الصومالية كساحة لاستعراض القوة العسكرية الأمريكية عبر الطائرات من دون طيار، مشيراً إلى أن تلك الغارات تسببت في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء، دون أن تحقق أي مكاسب استراتيجية تُذكر.

 

وأضاف نورمان أن واشنطن تواصل دعمها غير المشروط للمليشيات التابعة للحكومة الصومالية، غير أن هذا الدعم لم ينعكس على أرض الواقع، حيث تعاني تلك القوات من هشاشة أمنية وضعف سياسي واضح.

 

وفي السياق نفسه، صرح “ديفيد ستيرمان”، نائب مدير برنامج الأمن المستقبلي في مؤسسة “نيو أميركا”، أن الولايات المتحدة تخوض حرباً عبثية بلا أفق في الصومال، مشيراً إلى أن حركة الشباب المجاهدين ما زالت تتوسع وتفرض سيطرتها على مناطق جديدة، خاصة في محيط العاصمة مقديشو.

 

ولفت ستيرمان إلى تسجيلات مصورة تم تداولها عبر الإنترنت خلال شهر مارس الماضي، تظهر مقاتلي حركة الشباب وهم يسيطرون على بلدات استراتيجية قرب مقديشو ويقيمون نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة.

 

من جانبه، أشار المحلل السياسي الصومالي أبو بكر أرمان” إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في الصومال تفتقر للرؤية الواقعية، مشدداً على أن قصف الطائرات بدون طيار للمدنيين يُعزز من الدعم الشعبي لحركة الشباب، ويمنحها شرعية إضافية في أعين قطاعات واسعة من المواطنين.

 

وقال أرمان إن الشعب الصومالي يرى في الغارات الجوية الأمريكية تجسيداً لسياسة القتل العشوائي، وهو ما يدفعهم إلى الوقوف إلى جانب حركة الشباب المجاهدين كلما ازداد القصف على المدنيين.

 

وتأتي هذه الانتقادات الغربية في وقت تتكبد فيه المليشيات الحكومية خسائر ميدانية متلاحقة، وسط حالة من التصدع السياسي داخل أروقة الحكومة الفيدرالية، الأمر الذي يجعل من مستقبل ما يسمى بـ “الحرب على الإرهاب” في الصومال موضع شك كبير، خصوصاً بعد مرور أكثر من 20 عاماً على التدخل الأمريكي العسكري في البلاد دون نتائج حاسمة.