ترامب يتعهد بدعم الصومال ضد الحوثيين ويعلن عن توجيه عسكري أمريكي جديد
تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بدعم الصومال ضد حركة الحوثيين، محذرا من أن القوات الأمريكية قد تم تمكينها حديثا للقضاء على التهديدات الإرهابية بعد إزالته لما وصفه ب “الروتين الخطير” من إدارة بايدن.
كتب ترامب على منصته تروث سوسيال: “حان الوقت للإرهابيين للاختباء، لكن هذا لن يفيدهم”. “سيجدهم مقاتلونا، أعظم من شهده العالم على الإطلاق، ويقدمونهم إلى العدالة السريعة.”
وأشار ترامب إلى الحوثيين – الجماعة اليمنية المتحالفة مع إيران والتي استهدفت السفن في البحر الأحمر – على أنهم يحاولون الاندماج في الصومال. وتابع “سندعم الشعب الصومالي الذي يجب ألا يسمح للحوثيين بالاندماج (وهو ما يحاولون القيام به!) لإنهاء الإرهاب وتحقيق الرخاء لبلاده”.
كما أشاد بالجنرال دانيال كين، الذي عينه رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، مشيرا إليه في المساعدة في هزيمة تنظيم الدولة (داعش) “في غضون ثلاثة أسابيع” خلال فترة ولاية ترامب الأولى. وأضاف: “لقد تخلصت للتو من الروتين الخطير لجو بايدن، وقمت بتمكين مقاتلينا مرة أخرى”.
تأتي تصريحات ترامب في أعقاب الصعود الذي حققته حركة الشباب المجاهدين والهزائم التي منيت بها الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، في حين يذهب تحليل حديث أجرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومعهد دراسة الحرب، إلى أن الحوثيين يحاولون تنسيق عمليات نقل الخدمات اللوجستية والأسلحة مع المسلحين الصوماليين لتعزيز العمليات عبر ممر البحر الأحمر. ويحذر المحللون من أن هذه العلاقات يمكن أن تزيد من زعزعة استقرار القرن الأفريقي وتعزز وصول الجهاديين إلى الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأنظمة الصواريخ.
وشن الجيش الأمريكي والبريطاني ضربات على الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في إظهار التضامن مع غزة المحاصرة.
ويتجاهل ترامب حقيقة أن الصراع في الصومال ممتد منذ قرابة العقدين وأن مناطق شاسعة تحكم بنظام إسلامي مستقل عن الهيمنة الغربية وأن الاستراتيجيات الأمريكية المتتالية قد هزمت في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم. كما أن التقارير التي تنشرها المصادر الغربية عن تعاون بين الحوثيين وحركة الشباب المجاهدين غير واقعية، للاختلافات العقدية البارزة بين الجماعتين ولكون الحركة تتقدم بالغنائم التي تحصل عليها من هجماتها على قواعد القوات الخاصة التي دربتها القوات الأمريكية والتركية فضلا عن غنائم المعارك مع الميليشيات الحكومية.
ويخشى المراقبون من أن إطلاق العنان للقصوفات بسياسة ترامب التي لا تبالي بالمدنيين، سترفع من عدد القتلى بينهم وهذا يعني المزيد من التجنيد في صفوف حركة الشباب المجاهدين ومزيد مصداقية لرسالة الحركة الجهادية التحررية، وبالتالي مزيد تأزيم وإطالة لفصول الصراع.