تصريحات تحريضية لمسؤول حكومي محلي في مقديشو تثير موجة من الغضب والقلق
أثار عمدة مديرية كاران في العاصمة مقديشو، فارح عداني، جدلاً واسعًا واستياءً شعبيًا بعد تصريحات نُسبت إليه، دعا فيها السكان إلى مهاجمة وقتل كل من يعارض حكومة الرئيس حسن شيخ محمود، في سابقة خطيرة أثارت القلق بشأن مستقبل الحريات والنظام الديمقراطي في البلاد.
ووصفت هذه الدعوة بأنها تحريض علني على العنف السياسي، خصوصًا أنها صدرت عن مسؤول إداري في الحكومة، ما جعل الكثيرين يرون فيها تهديدًا صريحًا لمى يسميه البعض بالسلم الأهلي ووحدة الشعب وحرية التعبير، التي يكفلها الدستور الصومالي لكل المواطنين حسب ما قله المحللون والسياسيون.
نشطاء في المجتمع المدني ومحللون سياسيون أدانوا تصريحات عداني بشدة، معتبرين أنها تشجع على العنف وتقوّض أسس الدولة، فيما عبّر مواطنون عن صدمتهم من اللهجة التصعيدية التي تبناها المسؤول المحلي.
وقال أحد المواطنين في حديث للصحافة:”هل من المقبول أن يدعو مسؤول حكومي الناس إلى قتل مواطنين فقط لاختلاف آرائهم مع الحكومة؟ هذه بداية للفوضى إذا لم تتم محاسبة المتورطين.”
في المقابل، دعت وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات هذه التصريحات، واتخاذ إجراءات قانونية ضد كل من يحرّض على العنف السياسي، حفاظًا على الاستقرار ومبادئ الديمقراطية الناشئة في البلاد.
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تُصدر الحكومة الفيدرالية أو إدارة محافظة بنادر أي تعليق رسمي بشأن هذه التصريحات أو المطالبات بمحاسبة المسؤول عنها، ما يزيد من تساؤلات الشارع الصومالي حول موقف الدولة من خطاب الكراهية والتحريض.
ويُذكر أن الحادثة جاءت في وقت تشهد فيه البلاد تحديات سياسية وأمنية متزايدة، مما يجعل الحفاظ على الخطاب الوطني المتزن ضرورة قصوى في هذه المرحلة الحساسة.