تهنئة القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين بعيد الأضحى: كلمة يلقيها المتحدث الرسمي الشيخ علي محمود راجي

ألقى المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ علي محمود راجي كلمة، باسم القيادة العامة للحركة، للتهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ.
الكلمة ألقاها الشيخ المتحدث باللغة الصومالية، وترجمتها وكالة شهادة للعربية، وجاء في مقدمة كلمته: “إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون
لا إله إلا الله وحده ‌صدق ‌وعده، ‌ونصر ‌عبده، وهزم الأحزاب وحده .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أولاً، نتقدم بأحر التهاني إلى عموم المسلمين في كل مكان بمناسبة هذا اليوم العظيم، عيد الأضحى المبارك، الذي يُعد من أعظم أعياد المسلمين وأفضل أيام الله سبحانه وتعالى. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:  (إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النَّحر، ثم يوم القَرِّ)؛ [رواه أحمد، وأبو داود].
وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: “خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر”.
نتقدم من هنا، بالتهنئة والتبريكات، وبشكل خاص إلى كافة المجاهدين الذين يجاهدون في سبيل الله تعالى ضد الكفر العالمي وعملائه المحليين في أي مكان من أنحاء العالم.

ونقول لإخواننا المجاهدين: تقبل الله جهادكم وأضحياتكم وأعمالكم الصالحة، وجعلكم من الأسباب التي يحقق الله بها تحرير أراضي المسلمين وإعادة الخلافة الإسلامية المفقودة”.

وضع غزة

واستهل الشيخ المتحدث كلمته بالتذكير بوضع غزة، حيث قال فيها:”رغم أن هذه المناسبة عبادة أمرنا الله تعالى بها، ومن الواجب أن تفيض قلوبنا بالفرح والمحبة والمودة فيما بيننا، إلا أنها تأتي في وقت لا يزال فيه جزء من جسدنا يحترق في غزة، حيث يتعرض إخواننا المسلمون هناك لمجزرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية في هذا القرن.
لقد استمر العدوان الذي تشنه اليهود على إخواننا المسلمين في غزة لما يقارب السنتين المتواصلتين، وبلغ عدد القتلى المعلن أكثر من 55 ألف شخص، بالإضافة إلى حوالي 130 ألف جريح، مع الإشارة إلى أن التحقيقات الصحفية التي أجرتها الصحف والمجلات المستقلة تؤكد أن أعداد القتلى الحقيقية تفوق بكثير الأرقام التي تعلنها الجهات الصحية، مما يجعل من مأساة غزة واحدة من أسوأ عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان اليهودي، بدعم من قادة وساسة الصليبيين في العالم، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وأوروبا.
وما هو أشد ألماً من المجازر التي يرتكبها أعداء اليهود والنصارى بحق أهل غزة، هو الخذلان والتخلي الذي تعرض له أهل غزة من المسلمين أنفسهم. فالمسلمون الذين يحيطون بغزة لم يكتفوا بعدم نصرتهم أو استهداف قواعد اليهود، بل عجزوا حتى عن كبح جماح الحكومات التابعة التي تشارك في حصار وتجويع أهل غزة المنكوبين، وهو ما يظهر بوضوح مدى الوهن والضعف الشديد الذي بلغه المسلمون.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى ‌الْأَكَلَةُ ‌إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».

الوضع السياسي في الصومال

وانتقل الشيخ المتحدث بعد غزة للحديث عن الصومال حيث قال في كلمته:”
عندما نتأمل في وضع الصومال والواقع الأمني والسياسي الذي يمر به البلد اليوم، فإن هذا العيد، بفضل الله تعالى، حل علينا وقد كسر الله التحالف العسكري الذي غزا هذه البلاد بهدف القضاء على نظام شريعة الله تعالى وتدميرها.
لقد بلغ الصليبيون من الأمريكيين والأوروبيين، وحكومات أفريقيا، وما يُسمى بالمنظمات الدولية، مرحلة اليأس من حملتهم التي كانوا يطلقون عليها “حملة بناء الدولة في الصومال”، والتي كان هدفها إنشاء دولة عميلة تخدم مصالحهم في الصومال.
وقد أيقن هؤلاء الأعداء أن النجاح في هذا المشروع أبعد ما يكون عن متناولهم، وأصبح الاعتراف بالفشل أقرب إليهم، حتى باتوا ينقلون سفاراتهم من معسكر حلني، ويهجرون أولئك العملاء الذين أُهدر عليهم الكثير من الوقت والجهد في تدريبهم على محاربة العقيدة واستعباد الأمة الصومالية.
وقد انطبق عليهم وصف الله تعالى حيث قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [ الأنفال: 36]
يتخبطون ويفرّون يميناً ويساراً، وقد وصلت الأمور بعد 18 عاماً إلى النقاط التالية:
  • خلاف بين أمريكا وأوروبا حول تمويل غزو الصومال.
  • انهيار اللقاءات والمؤتمرات التي كانت تُعقد لجمع التبرعات لدعم هذا الغزو.
  • بقاء تمويل العملية العسكرية الجديدة في حالة من الغموض وعدم اليقين.
  • عدم حصول القوات الإفريقية منذ عام كامل على رواتبها أو مستلزماتها اللوجستية.
  • وكل طرف يحاول التهرب من الفضيحة التي يواجهها هذا الغزو الصليبي الذي هُزم أمام ثبات الأمة المسلمة في الصومال وفشل في تحقيق أهدافه.
لقد أفلس الكفار الذين كانوا يمولون هذه الحرب ضد الإسلام، فانشغلت أمريكا بنفسها وأصبحت تلهث وراء جمع المال من العالم كله، بينما أوروبا تخشى على أمنها بعد أن وصلت الحرب الروسية إلى أبوابها، أما الأفارقة المرتزقة فهم يتذمرون من الجوع الذي يفتك بجنودهم في الصومال بعد أن قُطع عنهم التمويل.
وفي ظل هذا الوضع الراهن، فإن الطرف الذي انهار مصيره ودخل في ظلام دامس، هو تلك الإدارات العميلة التي استُغلت على مدار العقود الماضية لمحاربة دينهم وشعوبهم وأوطانهم، والتي نشهد اليوم كيف تُركت وحيدة في العراء.
تشاهدون اليوم:
  • أمريكا تهدد بإغلاق سفارتها في مقديشو أو تقليص أعمالها الدبلوماسية هناك بعد أن يئست من حكومة الردة.
  • القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا تكرر دعوتها للحكومات الأفريقية وفي مقدمتها حكومة الردة في الصومال أن تعتمد على نفسها في أمنها، معلنة عن وقف الدعم الأمريكي لها.
  • أمريكا تهدد باستخدام الفيتو في مجلس الأمن لإفشال محاولات جمع تبرعات مالية لصالح هذا الغزو.
  • قامت بقطع رواتب ميليشيات المرتزقة “دنب”، التي كانت تستخدمها ككلاب صيد لتحقيق أهدافها.
  • لقد وصل الحال برئيس حكومة الردة “غروغورتي”  إلى أن يرشي شركة أمريكية لكي تضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للإبقاء على قواتها في الصومال.
  • أضف إلى ذلك أن “غروغورتي” قام برشوة ترامب بمنحه امتيازات في ميناء بوصاصو والقواعد العسكرية في بربرة وباليدوغلي، فقط في مقابل أن يبقى في الحكم ويحظى بالحماية من تربص المجاهدين.
هذا المرتد الذي كان قبل ثلاث سنوات يتوعد بالقضاء على المجاهدين خلال بضعة أشهر، وصل به الخوف والاضطراب إلى هذا الحد بعد أن فقد سند الشيطان الأكبر الذي جاء به إلى الحكم، فتَحقق فيه قول الله تعالى:
﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ)
بعد أن أدركت حكومة الردة أن الحلفاء الذين ساندوها طوال العشرين سنة الماضية قد تخلوا عنها، واقترب انهيار نظامها وزوال سلطتها بإذن الله تعالى، بدأت تتحرك بكل الطرق لإيجاد حلفاء جدد، عارضةً كل ما تملك لإغراء القوى التي لها مصالح خاصة في الصومال.
وقد أدى ذلك إلى توقيع عشرات العقود والاتفاقيات مع العديد من الدول، تم فيها التنازل عن ثروات وأملاك الأمة الصومالية تحت شعار “اتفاقيات دفاع وأمن” وُقّعت بين الطرفين. وتم بموجب هذه الاتفاقيات التفريط في كل ما تملكه الصومال، وقدمت حكومة الردة البلاد والشعب للصوص والطامعين الجشعين.
تأتي في مقدمة هذه الدول تركيا، التي أصبحت خبيرة في كيفية استمالة قادة الردة الفاسدين. فقد استحوذت هذه الدولة منذ فترة على الميناء والمطار في مقديشو بعد توقيع اتفاق مع حسن المرتد في فترة حكمه السابقة، كما تعلمون تم طرد خمسة آلاف عامل صومالي كانوا يعملون في ميناء مقديشو واستُبدلوا بعمال أتراك.
وفي هذه الفترة الأخيرة، وقّع “غورغورتي” مع هذه الدولة عدة اتفاقيات، منها عقد نهب النفط الصومالي، والذي يسمح للأتراك بالاستحواذ على 95% من العائدات وفقاً للوثيقة التي أُخفيت عن الشعب الصومالي ثم قُدّمت لاحقاً إلى البرلمان التركي.
أما أمريكا، وبريطانيا، والإمارات، وقطر، وكينيا، وإثيوبيا، وأوغندا، والسعودية، وعدة دول أخرى، فقد وُقعت معهم أيضاً اتفاقيات لنهب موارد بلادنا.
وبعيداً عن العقود التي سلم بها ثروات البلد واقتصاد الأمة الصومالية إلى الأعداء، فقد تورط هذا المرتد خلال السنوات الثلاث الماضية في نهب الأراضي واختلاس ملايين الدولارات من أموال الأمة الصومالية.
لم يشهد الشعب الصومالي من قبل لصّاً في السبعين من عمره لا يردعه لا عمره ولا ضميره، نهب الممتلكات العامة والخاصة بلا رحمة، حتى وصل به الحال إلى بيع المقابر العامة، حيث نُبشت الجثث من القبور، وأُجبر الأهالي على دفع مبالغ مالية لاستعادة جثث ذويهم ودفنهم في أماكن أخرى.
وما نذكره هنا ليس دعايات نروجها، بل هي وقائع موثقة بالصوت والصورة، شاهدها الشعب الصومالي والعالم بأسره واطلعوا على قبحها وطريقة النهب الفاضحة التي تمارس.
ما فعله المرتد غورغورتي في البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية أدهش وأذهل حتى أمراء الحرب وزعماء الميليشيات الذين سبق أن عاثوا في هذا البلد فساداً ودماراً.
وبإذن الله تعالى، لن يدوم حكم هذا المرتد، وسيرفع عن الشعب الصومالي هذا الظلم، أما هذه الحقبة السوداء التي تركها وراءه فستظل محفوظة في سجله، وسيحاسب عليها في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.

رسالة إلى القبائل الصومالية

ووجه الشيخ علي راجي كلمة إلى الشعب الصومالي قال فيها:” إلى الشعب الصومالي في كل مكان:
أيها الإخوة، لقد رأيتم اليوم الوجه الحقيقي للعدو، سواء كان من اليهود أو النصارى أو الحكومات العميلة التي يُراد لها أن تستلم مصير الصومال.
إنه نفس العدو من اليهود والصليبيين الذين اجتمعوا على المسلمين في فلسطين واتفقت كلمتهم على الإبادة والحصار والتجويع وإنهاء المستضعفين في غزة. هؤلاء الأعداء أنفسهم هم من يدعمون المرتدين ويسعون لأن نسلم لهم أنفسنا، وإن لم نفعل فسيفعلون بنا ما فعلوه بإخواننا هناك من مجازر.
إن ما يسمى بالحكومة التي يريدها الصليبيون لبلدنا، ما هي إلا نسخة من أنظمة السيسي في مصر، وابن سلمان في السعودية، وابن زايد في الإمارات، وعبد الله في الأردن، هؤلاء الذين يشاركون في حصار وتجويع إخواننا في فلسطين، فيغلقون الحدود الوهمية، بل ويمنعون دخول حتى قطرة ماء إليهم ما لم يأذن اليهود والأمريكان.
إنهم يريدون لنا نظاماً موالياً للغرب الصليبي، دينه الديمقراطية، وقيادته خاضعة لأعداء الإسلام، ليجعلوا من البلد مستعمرة بالوكالة، ينهبون خيراته وثرواته، مع وعد كل عميل منهم ببعض الفتات وإبقائه في الحكم طالما ظل خادماً لمصالحهم.
لقد سئمت الأمة الصومالية من قادة جشعين لا يتجاوز طموحهم مقعد الحكم في فيلا الصومال، وهم يتصارعون عليه كل عام. أما المشهد الحالي في الإعلام والصراعات الدائرة بين المرتدين فهو مسلسل لا نهاية له، يتكرر في مسرح السياسة بين هذه الفئة، حتى أن الغرب نفسه الذي صنعهم بدأ يملّ منهم ويرفع يده عنهم.
إن الطريق الوحيد الذي يمكن للأمة الصومالية أن تتحرر به من هؤلاء السياسيين اللصوص وهؤلاء القادة المرتزقة، هو العودة إلى كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

يجب علينا أن نشارك في الجهاد الحق ضد العدو التاريخي والمستعمر الصليبي الغازي وعملائه، وأن نتصدى للفساد الأخلاقي الذي يُزرع في أبنائنا وأجيالنا، وأن نرفض النهب الجاري للثروات الوطنية والممتلكات العامة للبلاد.

لقد وعد الله تعالى بنصرة دينه وهزيمة أعدائه، ولكن السؤال: ماذا قدمنا نحن كي ننال هذا الأجر من الله؟ أليس الواجب أن نبادر بالأعمال التي تنفعنا ونورث أبناءنا مستقبلاً قائماً على الإسلام لننجو في الدنيا والآخرة؟
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ﴾.
إن تطبيق الشريعة الإسلامية هو الطريق الوحيد الذي فيه فوزنا في الدنيا ونجاتنا في الآخرة، وهو السبيل الوحيد الذي فيه صلاح الدنيا والآخرة.
ولهذا السبب تحديداً يسعى العدو لمحاربة الأمة ومنعها من تطبيق الشريعة الإسلامية، لأنه يدرك جيداً أنه إذا تمسكت هذه الأمة بدينها فستنعم بالرخاء في الدنيا، وتنال الجنة في الآخرة.
قال الله تعالى ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ [ الزخرف: 44]
وقال تعالى ﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا (11) [الإسراء: 9-11]
ندعو العلماء، وزعماء القبائل، والعقلاء، والمثقفين من أبناء الأمة الصومالية إلى المشاركة العملية في الكفاح الذي تخوضه هذه الأمة لتحرير أراضي المسلمين وإعادة الخلافة الإسلامية.
فكل مسلم ملزم شرعاً بأن يؤدي دوره في هذا الجهاد، ولا يجوز له أن يُحمّل غيره مسؤولية الدفاع عن دينه وبلاده وشعبه.
إن المعركة التي تخوضها الأمة لا يكفي فيها فقط التأليف والكتابة، ولا يكفي فيها المفكرون وأصحاب الآراء التي تُطرح من أماكن بعيدة عن ميدان المواجهة؛ بل تحتاج إلى نخبة من المجاهدين الصادقين الذين يشمرون عن سواعدهم لهذا الكفاح الطويل الذي يتطلب الصبر والثبات، حتى تخرج أمتنا من الامتحان والمحنة، ويحصد شعبنا ثمار هذا الجهاد المبارك.
﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [ النساء: 76]

رسالة إلى المجاهدين

واختص الشيخ علي راجي المجاهدين بكلمة قال فيها:”بمناسبة هذا العيد، نتوجه من هنا بالتحية والتهنئة إلى المجاهدين المرابطين في جبهات القتال في الولايات الإسلامية.
ونخص بالتحية أصحاب الفتوحات والانتصارات العظيمة التي منّ الله بها هذا العام في ولايات شبيلي السفلى، شبيلي الوسطى، وهيران.
نسأل الله أن يتقبل شهداءكم، وأن يشفي جرحاكم، وأن يثيبكم على رباطكم وجهادكم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
»رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الْغَدْوَةُ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا«. رواه البخاري.
إنكم تخوضون الجهاد ضد تحالف من النصارى واليهود الذين اتحدوا ضدكم، وهم من يمدون الحرب بالسلاح والتدريب والمال والمؤن، وهم من يقاتلونكم في الميدان من السماء والأرض.

ويعاونهم في ذلك أناس من بني جلدتنا، مرتدون باعوا دينهم وإنسانيتهم لهؤلاء الكفار، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا عوناً لهم في الدنيا والآخرة.

أما أنتم، فمعكم الله تعالى، ومنه وحده تنتظرون النصر والعون، وأنتم تدافعون عن دينه، وتحملون راية النبي محمد صلى الله عليه وسلم عالية، وغايتكم أن يُحكم الأرض بشريعة الإسلام.
وها أنتم تواجهون عدواً يفوقكم عدداً وعتاداً، ومع ذلك منحكم الله النصر عليهم. فالحمد لله رب العالمين.
﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [آل عمران: 13]
اجعلوا التقوى زادكم، والقرآن أنيسكم، والأذكار حصنكم المنيع.
إننا نقاتل عدواً يفوقنا عدداً وعتاداً ووسائل، وليس في ذلك غرابة، إذ أن سجل الصراع بين الحق والباطل كان هكذا دوماً عبر التاريخ.
فكان أنبياء الله ورسله دائماً أقل عدداً من الأقوام الذين أُرسلوا إليهم ليبلغوهم الدين، ومع ذلك لم يمنعهم هذا من مواجهة الباطل بقوة الحق التي تفوق كل قوة عددية أو مادية.
ومن أعظم الأسباب التي كان الله يعين بها رسله في مواجهة أعدائهم: التوكل عليه والتفويض إليه؛ وهو ما جعلهم لا يبالون بأي قوة تحول دون تبليغ رسالتهم.

وكذلك نحن اليوم نجد في قصصهم دروساً وعِبَراً نتأسى بها ونقتدي.

وقد قال نبي الله نوح عليه السلام:
﴿ ۞ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ﴾ [ يونس: 71]
وكذلك قال نبي الله هود عليه السلام:
﴿ إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) ﴾ [هود: 54-56]
 
وكانوا يقولون أيضاً:
﴿ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [ إبراهيم: 12]
إنكم اليوم تقفون وتجاهدون من أجل “إقامة دين الله في الأرض”، وهي أعظم وأشرف مهمة يُفوض فيها الأمر إلى الله سبحانه وتعالى.
يقول السعدي رحمه الله تعالى:” واعلم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام توكلهم في أعلى المطالب وأشرف المراتب وهو التوكل على الله في إقامة دينه ونصره، وهداية عبيده، وإزالة الضلال عنهم، وهذا أكمل ما يكون من التوكل”.
فوّض أمرك إلى الله في هذا الجهاد الذي تخوضه ضد الصليبيين في المنطقة والعالم، وضد عملائهم من المرتدين.
واعلم بيقين أن الله ناصر دينه، ومؤيد أوليائه، وهازم أعدائه مهما طال الزمن أو تأخر النصر.
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.