حل جميع الفصائل والجماعات بما فيها فرع القاعدة، وإعلان أحمد الشرع رئيسا لسوريا الجديدة
أعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية تعيين القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، المعروف سابقا باسم أبو محمد الجولاني، رئيساً لسوريا في المرحلة الانتقالية، مع تفويضه بتشكيل مجلس تشريعي جديد.
جاء ذلك في إطار فعاليات “مؤتمر انتصار الثورة السورية”، حيث هنأ العقيد حسن عبد الغني الشعب السوري “بانتصار ثورته المباركة التي تشكل الشرعية الناطقة باسمه”، واعتبار الثامن من يناير/كانون الثاني من كل عام يوماً وطنياً للبلاد.
كما أعلن عبد الغني حل جيش “النظام البائد”، وإعادة بناء الجيش السوري “على أسس وطنية”، وحل جميع الأجهزة الأمنية “التابعة للنظام البائد، بفروعها وتسمياتها المختلفة، وجميع الميليشيات التي أنشأها، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين”.
وتم تعليق الدستور السوري لعام 2012، وحل البرلمان الحالي واللجان المنبثقة عنه، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية، وفق إعلان إدارة العمليات العسكرية.
ومن ضمن قرارات القيادة الجديدة لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حل البرلمان، وتكليف أحمد الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية.
وحل الجيش السوري للنظام السابق، وتشكيل قوات مسلحة بعقيدة جديدة.
إضافة إلى حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق بمختلف تسمياتها وفروعها، وجميع الميليشيات التي أنشأها.
وتضمنت القرارات الجديدة “حل حزب البعث العربي الاشتراكي”، الذي حكم البلاد أكثر من 60 عاما، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، وحظر إعادة تشكيلها تحت أي مسمى، على أن تعود أصولها إلى الدولة.
كما شملت “حل جميع الفصائل العسكرية والأجسام الثورية السياسية والمدنية” ودمجها في مؤسسات الدولة.
حراس الدين، فرع قاعدة الجهاد في سوريا يعلن عن حل نفسه
ونشرت جماعة حراس الدين، فرع قاعدة الجهاد في سوريا، بيانا تعلن فيه حل التنظيم في البلاد، بعنوان (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
وجاء في البيان “الحمد لله على نعمة الإسلام واتباع الأثر، والحمد لله ما أظلم ليل وبزغ فجر، والحمد لله على نعمتي الشهادة والنصر، نسأله سبحانه أن نكون ممن جاهد فصبر، وممن انتصر فشكر.
والحمد لله الذي أنعم على أهل الشام بتحرير أرضهم من الطاغية – قتله الله – وانكسار جيشه وفراره ونسأل الله أن يتقبل صبرهم وجهادهم ورباطهم وأن يجزيهم عن المسلمين خير الجزاء ونسأله سبحانه أن يجمع أهل سوريا تحت راية التوحيد،
عَنْ أَبِي مُوسَى (رضي الله عنه) قَالَ: جَاءَ رَجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ ريَاءٌ فَأَيُّ ذَلِكَ في سَبيل اللهِ؟ قَالَ: “مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ في سبيل الله” رواه البخاري
فقد انطلقت الثورة السورية المباركة من مساجد المسلمين، وصدحت حناجرهم بعبارات إسلامية تدفع الظلم عن المظلومين في وجه سلطان جائر ظالم، ولكن هذا الظالم ونظامه تصدى لهذه الثورة بكل ما أوتي من قوة واستعان بقوة روسيا وإيران، فقتل واغتصب وسجن وشرد مسلمي أهل السنّة في الشام المباركة وانطلاقاً من قوله تعالى (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) كان واجباً على كلّ مسلم أن ينصرهم. فهب أبناء تنظيم قاعدة الجهاد إلى نصرة أهل الشام ومساندتهم في إزاحة الظلم عنهم، حتى أذن الله أن ينتصر هذا الشعب المسلم السني على طاغية من أظلم طواغيت العصر الحديث، مما يعلن عن اكتمال مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل.
ونظرا لهذه التطورات على الساحة الشامية وبقرار أميري من القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد؛ نعلن لأمتنا المسلمة ولأهل السنة:
حل تنظيم حراس الدّين (فرع تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا).
وفي هذه المرحلة ننصح أهل السنة في الشام بعدم ترك سلاحهم وليجهزوا أنفسهم للمراحل القادمة التي أخبرنا بها نبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فأرض الشام أرض الملاحم الكبرى، ومقبرة للطغاة والمستعمرين، وفسطاط للمسلمين في قتالهم لليهود ومن يلونهم من أعداء الدين”.
وأضاف البيان:”ونعد أمتنا أننا سنبقى من جنودها المستجيبين لأي نداء نصرة واستغاثة في أي بقعة من ديار المسلمين، ولن نكون -بإذن الله – إلا حيث يريدنا الله سبحانه وتعالى، ونؤكد أننا سنبقى – بإذن الله – محافظين على ثوابتنا الشرعية دون تغيير أو تبديل أو تمييع، فإقامة الدين ونصرة المظلومين والحفاظ على دماء المسلمين هي من أولى ثوابتنا التي ندين الله بها. وننصح وجهاء الشام ومن يتصدرون المشهد اليوم بإقامة الدين وتحكيم شريعة رب العالمين فهذا هو النصر المبين، وننصحهم بإبقاء السلاح بيد أهل السنة في الشام، من أجل أن تبقى أمة تحمل السلاح فلا يستعبدها طاغية، ولا يطمع فيها محتل. قال تعالى {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمور (41)}
ونشكر جهود أبناء التنظيم وأبناء أهل السنة في الشام الذين صبروا على صعوبات ومشاق هذا الطريق، ونسأل الله أن يمكن لنا ولهم دينه في الأرض، ونسأل الله أن يستعملنا في طاعته، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وجميع إخواننا المسلمين لما فيه الخير للإسلام والمسلمين في الدنيا والفوز في الآخرة، وأن يجعلنا جميعًا من أهل الوفاء والأمانة والإخلاص، وأن ينجينا من الفتن والابتلاءات، ويأخذ بأيدينا لما فيه الخير للدين والأمة، قال تعالى {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)} وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”.
سوريا دولة تحت قيادة واحدة
وأسقطت الفصائل المسلحة، بقيادة “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها أحمد الشرع في الثامن من الشهر الماضي (ديسمبر 2024)، نظام الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما.
وهيّأت الأزمة السورية، التي اندلعت عام 2011، الظروف أمام بزوغ جماعات جهادية محلية، من بينها عشرات الجماعات المسلحة، التي جرى تفكيكها بعد ذلك من خلال دمجها أو هزيمتها على يد فصائل أخرى.
كما استطاعت بعض الجماعات التكيف مع الواقع السياسي المتغيرة واستمرت على الساحة بفضل قدرتها، كان من بينها هيئة تحرير الشام، التي سرعان ما خدمتها الظروف لتصبح اليوم أقوى فصيل مسلح في شمال غرب سوريا.
ولدى هيئة تحرير الشام تاريخ طويل ومعقد في الصراع السوري، إذ مرت بأربع مراحل منذ تأسيسها هي:
المرحلة الأولى (2012-2013) وفيها نشطت تحت اسم جبهة النصرة، كجزء من استراتيجية تنظيم القاعدة الجهادية في المنطقة، بدعم من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
المرحلة الثانية (2013-2016) وفيها اختلفت جبهة النصرة مع تنظيم الدولة الذي نازعها التمدد في الشام، وأعلن أحمد الشرع الولاء لتنظيم القاعدة.
المرحلة الثالثة (2016-2017) وفيها قطعت جبهة النصرة علاقاتها مع تنظيم القاعدة علنا ثم شكلت تحالفاً عسكرياً مع فصائل محلية أخرى، واتخذت لها اسم جبهة فتح الشام.
المرحلة الرابعة (2017 حتى إعلان حل الجماعة) وفيها اندمجت جبهة فتح الشام مع فصائل محلية أخرى تحت اسم هيئة تحرير الشام.
وشهد تأسيس هيئة تحرير الشام اندماج خمس جماعات مسلحة هي جبهة فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنة، بيد أن الكيان سرعان ما شهد انشقاق فصائله عن بعضها، لتبقى هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع نفسه.
ونجحت هيئة تحرير الشام في السيطرة على معظم مناطق محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وتديرها من خلال جبهة إدارية أطلقت عليها اسم “حكومة الإنقاذ السورية”، أما هدف الهيئة العام، فهو تحرير سوريا من القوات الحكومية.
ولطالما كانت العلاقة بين تركيا وهيئة تحرير الشام جيدة، إذ استعانت أنقرة على مدار سنوات بالجولاني وتنظيمه في ضبط انفلات فصائل المعارضة السورية الموالية لها، فضلاً عن كون تركيا الداعم الأساسي للهيئة وقائدها.
على الرغم من إصرار هيئة تحرير الشام على أنها مستقلة ولا تربطها أي صلات بكيانات خارجية، فضلاً عن إعلانها بأن ليس لديها طموحات جهادية عالمية، إلا أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا تصنّفها جماعة على صلة بتنظيم القاعدة، كما تدرجها على قوائم المنظمات الإرهابية وإن كانت رفعت أحمد الشرع من قائمة المطلوبين للولايات المتحدة.
والآن انتقلت هيئة تحرير الشام إلى نظام دولة، تسعى لتحصيل الاعتراف الدولي ورفع العقوبات عن سوريا وتطمين الدول وخاصة الغربية التي تخشى من الطموحات الجهادية التي بدأت بها الهيئة مشوارها الذي وصل إلى تحرير سوريا من النظام المخلوع.
وكانت السلطات السورية الجديدة قد تحدثت في وقت سابق عن مؤتمر حوار وطني يجمع السوريين من جميع الأطياف السياسية،
وقد اندلعت الحرب الأهلية في سوريا بعد أن قمع الرئيس السابق بشار الأسد الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة في عام 2011، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 ألف ونزوح الملايين. على أقل تقدير.