خرائط: من يسيطر على ماذا في سوريا؟

سيطر المقاتلون بقيادة هيئة تحرير الشام على أجزاء كبيرة من حلب، إحدى أكبر مدن سوريا.

 

يتقدم مقاتلو الثورة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، إلى حلب وجنوبا باتجاه حماة، بعد خمسة أيام فقط من شن هجوم مفاجئ ربما يكون قد أشعل مرحلة جديدة من الحرب المستمرة منذ 13 عاما في سوريا.

وأعلنت ميليشيات النظام السوري “انسحابا مؤقتا للقوات” يوم السبت من حلب ثاني أكبر مدينة في البلاد قائلة أنها ستعيد تجميع صفوفها استعدادا لوصول تعزيزات لشن هجوم مضاد.

وتسيطر قوات الرئيس النصيري بشار الأسد على حلب منذ عام 2016 بدعم من إيران وروسيا وحزب الله بعد أن ساعدت حملة جوية وحشية شنتها الطائرات الحربية الروسية الأسد على احتلال المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.

 

من يتحكم في ماذا؟

 

INTERACTIVE-Who controls what in Syria - Dec 1, 2024-1733065252

 

تتنافس أربع مجموعات رئيسية على السيطرة على الأرض في سوريا. هي:

ميليشيات الحكومة السورية: وتضم الجيش، القوة العسكرية الرئيسية للحكومة، إلى جانب قوات ما يسمى الدفاع الوطني، وهي جماعة شبه عسكرية موالية للحكومة.

قوات سوريا الديمقراطية: تسيطر هذه الجماعة التي يهيمن عليها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة على أجزاء من شرق سوريا.

هيئة تحرير الشام والجماعات الجهادية المتحالفة معها: وتعد هيئة تحرير الشام أحدث نسخة من جبهة النصرة، التي بايعت تنظيم القاعدة إلى أن قطعت تلك العلاقات في عام 2016.

قوات الثوار السوريين المتحالفة مع تركيا: الجيش الوطني السوري هو قوة متمردة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.

 

كيف تطور الهجوم؟

يوم الأربعاء، اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان حيز التنفيذ، شنت قوات المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، هجوما من قاعدتها في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وتقول الجماعة الجهادية إن الهجمات تأتي ردا على الهجمات الأخيرة التي شنتها الحكومة السورية على مدن في إدلب بما في ذلك أريحا وسرمدا والتي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين بينهم مقتل أطفال وتهدف إلى ردع هجمات مستقبلية على معقل المناطق المحررة من النظام.

 

INTERACTIVE-Syrian rebels sweep into Aleppo - Dec 1, 2024 map -1733065535

وتمثل هذه العملية أول هجوم كبير ضد عصابات الأسد في المنطقة منذ وقف إطلاق النار في إدلب عام 2020، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحلول مساء الأربعاء، كان التحالف الجهادي قد استولى على ما لا يقل عن 19 بلدة وقرية من القوات الموالية للحكومة، بما في ذلك مواقع عسكرية، أثناء توغلها في غرب محافظة حلب.

ورد النظام السوري بقصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار بينما نفذ سلاح الجو الروسي غارات جوية.

وبحلول يوم الخميس استولى مقاتلو ردع العدوان، الحملة التي أطلقتها فصائل الجهاد السوري، على المزيد من الأراضي وطردوا ميليشيات النظام من قرى في شرق إدلب ثم بدأوا في التقدم نحو الطريق السريع M5 وهو طريق استراتيجي يؤدي جنوبا إلى العاصمة دمشق على بعد نحو 300 كيلومتر.

بحلول يوم الجمعة، دخلت قوات ردع العدوان أجزاء من مدينة حلب بعد تفجير سيارتين مفخختين واشتباك مع القوات الحكومية على الطرف الغربي من المدينة، وفقا لمراقب الحرب السوري والمقاتلين. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن روسيا تقدم الدعم الجوي للميليشيات الحكومية.

 

Fighters enter the Rashidin district on the outskirts of Aleppo on their motorbikes with smoke billowing in the background during fighting on November 29, 2024

مقاتلون يدخلون حي راشدين في ضواحي حلب على دراجاتهم النارية والدخان يتصاعد في الخلفية أثناء القتال في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

 

بحلول يوم السبت، بدأت الصور ومقاطع الفيديو تنتشر على الإنترنت تظهر مقاتلين من ردع العدوان يلتقطون صورا بجوار قلعة حلب القديمة أثناء تقدمهم عبر المدينة.

 

Fighters gather near the old city in Aleppo

مقاتلو المعارضة يلتقطون صورا في البلدة القديمة في حلب في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

 

وبعد الاستيلاء على حلب تقدم المقاتلون جنوبا لكن هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كانوا قد وصلوا إلى مدينة حماة في وسط البلاد.

أعلنت إدارة ردع العدوان عن محاولة لتوسيع المناطق الآمنة والسماح للمدنيين النازحين في إدلب بالعودة إلى ديارهم في المناطق “المحررة” مؤخرا.