رئيس جيبوتي يتهم الإمارات باستخدام الاستثمارات الأفريقية كغطاء عسكري
أصدر الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله توبيخا حادا لدولة الإمارات، متهما الدولة الخليجية بالاستفادة من استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات في إفريقيا كغطاء للتوسع العسكري. بحسب وكالة رويترز.
وفي مقابلة أجريت معه مؤخرا مع إذاعة فرنسا الدولية، وصف جيله الحملة الاستثمارية التي تشنها الإمارات بقيمة 110 مليارات دولار في جميع أنحاء القارة بأنها مناورة استراتيجية لتوسيع نطاق النفوذ العسكري تحت ستار التنمية الاقتصادية.
وقال إن “الإماراتيين يزعزعون استقرار المنطقة بشدة”.
تشير تصريحات جيله إلى عدم الارتياح المتزايد في أجزاء من إفريقيا بشأن طبيعة الاستخدام المزدوج للاستثمارات الأجنبية، لا سيما في قطاعات البنية التحتية الحيوية مثل الموانئ والخدمات اللوجستية والاتصالات.
وقال “هذه الاستثمارات ليست مشاريع اقتصادية بحتة”. إنها متشابكة مع أهداف عسكرية تهدد بتعريض سيادة الدول الأفريقية واستقرارها للخطر”.
وكشف الرئيس أن جيبوتي رفضت في السابق طلبا من الإمارات لإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها.
وتابع أنه بعد الرفض، أعادت الإمارات توجيه جهودها إلى دول الجوار، بحثا عن موطئ قدم استراتيجي على طول الطرق البحرية الرئيسية.
وتستضيف جيبوتي، الواقعة عند مصب البحر الأحمر، قواعد عسكرية من العديد من القوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والصين واليابان.
حافظت إدارة جيله على سياسة التوازن في شراكاتها العسكرية الخارجية، وتشير تعليقاته إلى قلق متزايد بشأن لعب القوة الإقليمية التي تطمس الخط الفاصل بين التنمية والدفاع.
وحذر جيله من أن “مزج الاستثمارات الاقتصادية مع الطموحات العسكرية من قبل الجهات الفاعلة الخارجية يشكل تهديدا خطيرا للسلام الإقليمي”.
“يجب أن نتعامل مع هذه الشراكات بحذر أكبر ونضمن أنها لا تضر باستقلاليتنا”.
لم ترد الإمارات رسميا على هذه المزاعم. ومع ذلك، دافع المسؤولون الإماراتيون في الماضي عن استثماراتهم في إفريقيا باعتبارها جهودا لدعم النمو الاقتصادي والأمن الإقليمي.
وتأتي تصريحات جيله وسط تدقيق أوسع لمشاركة دول الخليج في أفريقيا، حيث ترافقت التعهدات المالية في كثير من الأحيان مع صفقات بنية تحتية استراتيجية واتفاقيات تعاون عسكري.
بالنسبة لجيبوتي، القلق واضح: وراء الرافعات والبضائع تكمن منافسة على النفوذ يمكن أن تعيد تشكيل التوازن الجيوسياسي في القرن الأفريقي.