عشرات القتلى والجرحى في غارات أمريكية على اليمن

قتل 31 شخصا على الأقل في اليمن، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء الأحد، غداة ضربات شنّتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين الذين توّعدهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”جحيم” لم يعهدوه.
وقال البيت الأبيض الأحد إن الضربات الأميركية قتلت العديد من قادة الحوثيين في اليمن. وقال مستشار الأمن القومي مايكل والتز في تصريح لشبكة إيه بي سي نيوز إن الغارات الجوية استهدفت في الواقع العديد من قادة الحوثيين وقتلتهم. وأضاف في تصريح آخر أدلى به لشبكة فوكس نيوز “لقد ضربناهم بقوة ساحقة وحذرنا إيران من أن الكيل قد طفح”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، لسي بي إس نيوز، إن الضربات الأمريكية على اليمن ستستمر، حتى تنتهي قدرة الحوثيين، على مهاجمة الملاحة العالمية، والبحرية الأمريكية.
وأضاف أنه لا يوجد حديث عن غارات برية أمريكية في اليمن، قائلاً: “لا أعتقد أن هناك ضرورة لذلك في الوقت الحالي”. مشيراً إلى أنه “من المستحيل أن يكون لدى الحوثيين القدرة على مهاجمة الملاحة العالمية، دون دعم من إيران”.
إعلان
وفي حين دعا ترامب طهران الى الكفّ عن دعمها للحوثيين “فورا”، تعهدت إيران بالانتقام إذا نفذ الرئيس ترامب تهديده بتحميلها مسؤولية أفعال جماعة الحوثي في اليمن.
وأعلنت الخارجية الروسية الأحد أن الوزير سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي ماركو روبيو خلال اتصال هاتفي السبت، بضرورة أن تمتنع واشنطن عن “استخدام القوة” في اليمن والشروع في “حوار سياسي لايجاد تسوية تحول دون مزيد من سفك الدماء”.
والضربات الأمريكية، هي الأولى على اليمن منذ تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني، بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة.
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في صنعاء بسماع ثلاثة انفجارات ومشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من منطقة سكنية في شمال العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام 2014. وسارعت قوات الأمن الى فرض طوق في المنطقة.
وأشارت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين مساء السبت الى أن “هجوما أمريكيا بريطانيّا” استهدف منطقة سكنية في مديرية شعوب بشمال صنعاء، بينما استهدف آخر صعدة، معقل المتمردين في شمال البلاد.
ونشرت القناة لقطات مما قالت إنها “جريمة العدوان الأمريكي على منطقة قحزة شمالي” مدينة صعدة، أظهرت مسعفين يقومون بنقل جرحى بدت على بعضهم آثار حروق، لمعالجتهم داخل غرفة في مستشفى، بينما وضعت في جانب آخر من الغرفة بضعة جثث.
وأعلن ترامب السبت إطلاق عمل عسكري “حاسم وقوي” ضد الحوثيين.
وقال في منشور على منصته “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي “سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا”، متهما الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وقال ترامب “إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!”.
وكتب على تروث سوشل “لا تهددوا الشعب الأمريكي ورئيسه (…) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذارِ، لأن أمريكا ستحمّلكم كامل المسؤولية ولن نقدم إليكم هدايا”.
ذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن استهداف قادة جماعة الحوثي بشكل شخصي كان أحد أهداف الضربات الأميركية على اليمن.
وذكرت مصادر مطلعة أن من بين المواقع التي استهدفت بالغارات، منازل قادة حوثيين يقيمون في صنعاء وصعدة.
في وقت سابق هذا الشهر، أعادت الولايات المتحدة تصنيف حركة أنصار الله على أنها “منظمة إرهابية أجنبية”، وحظرت أي تعامل أمريكي معها.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في عام 2014، وكانوا على وشك السيطرة على معظم أنحاء البلاد قبل أن يتدخل تحالف تقوده السعودية في العام التالي، دعما للحكومة المعترف بها دوليا.

ويبذل ترامب جهودا مضاعفة لإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي وحمايته وإدامة عدوانه، حيث توجهت سياسات البيت الأبيض نحو الانتقام من كل من عارض العدوان اليهودي على غزة حتى لو كان لمجرد انتقاد لمقتل المدنيين في القطاع كما يلاحق حاليا الطلاب المعارضين داخل أمريكا للقتل العشوائي الذي يطال النساء والأطفال. متجاوزا كل شعارات وقوانين الحريات التي تفاخرت بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

وكالات