عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم

عاد الآلاف من أهالي غزة اليوم في طوفان بشري إلى شمال غزة،  مشياً على الأقدام عن طريق محور نتساريم ومن خلال شارع الرشيد منذ صباح اليوم الاثنين.

وعن العبور بالمركبات، قال مسؤول أمني لوكالة بي بي سي، قد يستغرق الأمر أياماً لعبور المركبات من جنوب إلى شمال غزة.

وتسير عملية السماح للمركبات بالتحرك من جنوب غزة إلى الشمال ببطء شديد، وفقاً لمسؤول أمني فلسطيني مطلع على الإجراءات.

ويتضمن التنسيق الاتصال بنقطة تابعة للشرطة الفلسطينية تديرها حماس تقع على بعد حوالي 300 متر من منطقة التفتيش، حيث يتم منح الإذن لـ 20 مركبة في كل مرة للتوجه إلى منطقة محددة مجهزة بجهازين للمسح الضوئي.

وفي كل 40 دقيقة، يتم مسح 20 مركبة والسماح لها بالمرور.

 

 

كما تتواجد فرق من الصليب الأحمر، إلى جانب أفراد أمريكيين ومصريين، في الموقع، بينما يراقب جيش الاحتلال الإسرائيلي العملية من مسافة قصيرة.

ومع ذلك، تظل وتيرة الدخول بطيئة للغاية، بالنسبة للآلاف من المركبات المصطفة في طابور طويل في انتظار الإذن بالعودة إلى شمال غزة، قد تستغرق العملية عدة أيام.

وعاد النازحون يحملون القليل من الأمتعة مشيا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة ويرفعون الصوت بالتكبيرات، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم الذي كان يرفض الخروج منه.

 

احتياجات عاجلة

 

عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم

 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، إن الفلسطينيين في محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان الآن وبشكل فوري وعاجل.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والدول العربية إلى فتح المعابر وإدخال المستلزمات الأساسية لإيواء الفلسطينيين.

وبلغت نسبة الدمار الذي نفذه الجيش الإسرائيلي بالمحافظتين أكثر من 90 في المئة، وفق المكتب الإعلامي.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة مع اللجنة الوطنية العليا للإسعاف، اليوم الاثنين، عن توزيع النقاط الطبية الإسعافية على طول طريق عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

وأوضحت أن هذا الإجراء يأتي في إطار جهود الوزارة لضمان تقديم الرعاية الصحية العاجلة للفلسطينيين الذين يعودون إلى مناطقهم.

ودعت الجميع إلى الالتزام بتعليمات الفرق الطبية والتوجه إلى النقاط الإسعافية عند الحاجة.

وكان مقاتلو كتائب عز الدين القسام في استقبال النازحين حيث رفعت اللافتات بعبارات الترحيب والمواساة للعائدين إلى ديارهم.

 

 

حالة سخط لدى الاحتلال

وتواترت ردود الفعل الإسرائيلية التي تنتقد مشاهد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بعد فتح الاحتلال لمحور نتساريم والانسحاب منه بناء على اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير إن عودة السكان إلى شمال قطاع غزة صورة لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة غير الشرعية، على حد تعبيره.

وأضاف بن غفير نقلا عن القناة الإسرائيلية السابعة “ليس هذا ما يبدو عليه النصر المطلق بل هو الاستسلام التام. جنودنا لم يقاتلوا ولم يضحوا بحياتهم في غزة للسماح بهذه الصور ويجب أن نعود للحرب”.

بدورها قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حماس حصلت على ما أرادت هذا الصباح بعد عودة السكان لشمال القطاع.

وأضافت أنه من الصعب جدا على “إسرائيل” العودة إلى القتال في شمال القطاع بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث ستكون العودة إلى القتال داخل منطقة مكتظة بالسكان مهمة شبه مستحيلة في غضون أسابيع قليلة.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية إسرائيلية أنه كان يجب الحفاظ على محور نتساريم كورقة تفاوض، حيث إن أهميته بالنسبة لحماس واضحة.

وأضافت المصادر أن إسرائيل دفعت ثمن صفقة كاملة بفتحها محور نتساريم دون أن تحصل على المقابل كله.

وفي صباح اليوم، بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى مناطق شمال غزة بعد أن تم تهجيرهم قسرا من منازلهم نتيجة الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تواصلت أكثر من 15 شهرا.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية أفادت بأن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأت الانسحاب من محور نتساريم، الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، والذي أنشأه الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

 

وكالات