غزة تحت طغيان الاحتلال الإسرائيلي وصفاقة الإدارة الأمريكية والخذلان العالمي
وسع الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، خروقاته المتعمدة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقتل 6 فلسطينيين 5 منهم قرب حاجز نتساريم وسط القطاع والسادسة امرأة في رفح، فيما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبوسالم لليوم العاشر على التوالي ومنع إدخال المساعدات والبضائع للقطاع، في وقت توقفت محطات التحلية بالكامل في غزة وأصبح 90% من سكان غزة غير قادرين على الحصول على المياه.
وقتل 5 فلسطينيين باستهداف مسيرات إسرائيلية لمجموعة من المواطنين قرب حاجز نتساريم وسط مدينة غزة. كما قتلت المواطنة نجاة أبوسنيمة، برصاص كواد كابتر في منطقة الشوكة شرق مدينة رفح وجرى إطلاق قذيفة من دبابة إسرائيلية على المنطقة الشرقية لبلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خانيونس وكان الفلسطيني على الشاعر قتل وأصيب آخر في قصف نفذته مسيرة إسرائيلية في ساعة متأخرة من الليل قبل الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة وصول 36 قتيلاً إلى مشافي القطاع بينهم 32 قتيلاً انتشال وأربعة قتلى جدد و14 إصابة، خلال الساعات الماضية وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 48503 قتلى و111927 مصاباً منذ السابع من أكتوبر عام2023.
من جهة أخرى، أكد مستشار وكيل وزارة الحكم المحلي في غزة زهدي الغريز توقف جميع محطات التحلية المركزية ومحطات معالجة المياه في قطاع غزة عن العمل، بسبب الحرب المستمرة منذ 16 شهراً.
وأشار الغريز في بيان صحفي إلى أن قطع السلطات الإسرائيلية للكهرباء عن القطاع أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وأضاف: «محطة التحلية المركزية التي تغذي وسط وجنوب غزة توقفت تماماً بسبب انقطاع الكهرباء الموردة من إسرائيل، ما أدى إلى فقدان 70% من مصادر المياه العذبة التي كانت تنتج 16 ألف كوب مياه يومياً» وأوضح أن إسرائيل تصعّب تشغيل المولدات الكهربائية البديلة عبر استهدافها المباشر وحرمان القطاع من الوقود اللازم لتشغيلها ولفت إلى تدمير 85% من مصادر المياه العذبة في غزة، مما اضطر السكان لاستخدام مياه ملوثة غير صالحة للشرب في ظل توقف 90% من محطات التحلية الخاصة والعامة (296 محطة) بسبب الاستهداف العسكري أو نقص الوقود.
ومن جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن النقص الحاد في المياه في قطاع غزة وصل إلى مستويات حرجة، إذ لا يستطيع سوى واحد من كل 10 أشخاص حالياً الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، أي ما مجمله 90% من السكان وبحسب مسؤولة «اليونيسف» في غزة روزاليا بولين، فإن 600 ألف شخص استعادوا الحصول على مياه الشرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لكنها انقطعت عنهم مرة أخرى.
في غضون ذلك، شددت حركة «حماس» على أن استمرار إغلاق “إسرائيل” للمعابر ومنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، وجريمة حرب وعقاباً جماعياً يهدد حياة المدنيين. كما أدانت «حماس» «استخدام المساعدات كورقة ابتزاز سياسي، مؤكدة أن هذه السياسات لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن تفلح في تحقيق أهداف “إسرائيل”، شعبنا سيواصل صموده ونضاله حتى انتزاع حقوقه المشروعة».
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن نحو 3500 شخص عبروا حتى الآن إلى مصر من قطاع غزة من خلال معبر رفح بينهم أكثر من ألفي شخص بحاجة إلى الرعاية الطبية واستأنف الاتحاد الأوروبي مهمته المدنية في 31 يناير/ كانون الثاني لمراقبة معبر رفح الحدودي وهو نقطة دخول رئيسية للقطاع وللخروج منه وكان المعبر مغلقاً أمام عبور الأفراد منذ مايو/أيار.
والأحد، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء “فورا”.
واعتبر اتحاد بلديات القطاع استمرار هذه السياسات العقابية بحق فلسطينيي غزة “انتهاكا للقانون الدولي”، لافتا إلى أنها “تضاعف من معاناة السكان الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ”.
وجدد الاتحاد التأكيد على أن منع “إسرائيل” دخول الآليات الثقيلة أثر سلبا على قدرتها في مواجهة الأزمة الإنسانية في القطاع ما يزيد من تعقيدات الأوضاع.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بـ”التدخل الفوري لتأمين الإمدادات الضرورية وضمان إدخال المواد الأساسية لاستمرار عمل البلديات، لتفادي المزيد من الكوارث الصحية والبيئية”.
ومن إجمالي الكهرباء المتوفرة في غزة قبل 7 أكتوبر 2023، كان يتم شراء نحو 120 ميغاوات منها من إسرائيل وتصل القطاع عبر 10 خطوط تغذية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تقطع إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع كما تمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع لنحو 17 شهرا بتداعيات كارثة انعكست على كافة الخدمات الحيوية والأساسية في القطاع كالمستشفيات والمياه والصرف الصحي، ما تسبب بوفاة أشخاص جراء عدم تلقيهم لتلك الخدمات.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
واليوم يحاصر الاحتلال بدعم أمريكي الشعب الغزاوي المنهك بالحرب، ويتعمد قتله وتجويعه، في وقت يحاضر ساستهم عن حقوق الإنسان المزعومة.
وكالات