غزة تواجه أزمة إنسانية خانقة وسط تعثر توزيع المساعدات وفشل الخط الأمريكية
يشهد قطاع غزة في أواخر مايو 2025 أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط تعثر في آليات توزيع المساعدات الإنسانية وتصاعد الانتقادات الدولية للجهات المسؤولة عن هذه العمليات.
بعد توقف دام 11 أسبوعًا، سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخول شاحنات مساعدات إنسانية إلى غزة، حيث دخلت 107 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية في 23 مايو، بإشراف الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى. إلا أن توزيع هذه المساعدات واجه تحديات كبيرة، حيث شهدت بعض مراكز التوزيع حالات تدافع واقتحام، كما حدث في مستودع تابع للأمم المتحدة في 28 مايو، مما أسفر عن وفاة شخصين وإصابة آخرين.
كما انتشرت مشاهد الفوضى في مواقع توزيع المساعدات، حيث تدفق آلاف الفلسطينيين بحثًا عن الغذاء، وسط اتهامات للجهات المسؤولة بعدم تنظيم العملية بشكل فعال.
انتقادات دولية لآلية التوزيع
واجهت آلية توزيع المساعدات، التي تعتمد على خطة أميركية-إسرائيلية، انتقادات حادة من منظمات دولية، حيث وصفتها وكالة الأونروا بأنها “هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع”، مشيرة إلى أن هذه الآلية لا تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان.
كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من حجم المساعدات المحدود المسموح بدخوله إلى القطاع، ووصفت الوضع بأنه “قارب نجاة بعد غرق سفينة”، في ظل مواجهة جميع سكان القطاع خطر المجاعة.
مقترحات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
في محاولة لكسر الجمود في مفاوضات التهدئة، قدم المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحًا جديدًا يشمل اتفاقًا مرحليًا لتبادل الأسرى ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلاله استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق دائم.
وتواجه غزة أزمة إنسانية حادة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، وسط تعثر في توزيع المساعدات وتصاعد الانتقادات الدولية للجهات المسؤولة. وفي ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة إلى جهود دولية مكثفة لضمان وصول المساعدات بشكل فعال وآمن، وتقديم حلول سياسية تنهي معاناة السكان.
انتقادات واسعة على التواصل
أثارت عملية توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة مؤخرًا موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد تداول صور ومقاطع فيديو تُظهر جنودًا عربًا ضمن فرق الحماية الخاصة المسؤولة عن تأمين مراكز التوزيع. وقد اعتبر العديد من النشطاء والمعلقين أن استخدام عناصر أمنية ذات خلفيات عربية في هذه العمليات يُعد محاولة للتغطية على الطابع العسكري والسياسي للمساعدات، مما يُثير تساؤلات حول حيادية واستقلالية هذه الجهود الإنسانية.
وفي ظل هذه التطورات، دعت العديد من الجهات إلى إعادة النظر في آليات توزيع المساعدات وضمان أن تتم هذه العمليات بطريقة تحترم كرامة وحقوق المستفيدين، بعيدًا عن التسييس والتدخلات الأمنية التي قد تزيد من توتر الأوضاع في المنطقة.