غزة كاشفة الأقنعة: بيان لقاعدة الجهاد في جزيرة العرب بشأن قافلة الصمود لكسر حصار غزة

نشرت مؤسسة الملاحم، الجناح الإعلامي لقاعدة الجهاد في جزيرة العرب بيانا بعنوان “غزة كاشفة الأقنعة”، جاء فيه:

 

الحمد لله الذي جعل الجهاد درب الأصفياء، ويسر الفتوحات لمن صدق للدين الفداء ودعا في سبيل نصرة دينه، بإيثار ما من شأنه الدوام والبقاء، على ما حسمت عاقبته بالفناء، فقال في محكم الكتاب (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ )

 

والصلاة والسلام على من خاض بدرًا بلا عدد، وأحدًا بلا مدد، والخندق وهو يقول: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة لقد تابعنا أخبار قافلة الأحرار لفك الحصار عن غزة العزة، والتي أسموها بقافلة الصمود، والتي شارك فيها من حركتهم مشاهد إخواننا المستضعفين في غزة وهم يموتون يومياً بالتقتيل والتجويع، فأقام أمامهم جند الطاغوت جداراً منيعاً وحصناً حصينا قبل وصولهم لجدار الصهاينة اليهود في مشهد يعكس صدق ما دعا إليه المجاهدون من ضرورة إزالة هؤلاء الحكام وجنودهم فهم العقبة الكؤود والخنجر المسموم أمام تحرير مقدسات وأراضي المسلمين.

 وما أشبه اليوم بالأمس فإن الجنود الذين كان يستخدمهم الطواغيت لملاحقة المجاهدين وقتلهم ، وسجنهم هم من يحرس الصهاينة الغاصبين لأرض فلسطين منذ عقود ويسومون إخواننا في غزة سوء العذاب. إنهم هم الجنود الفرعونية التي تتكرر في كل زمان ومكان منذ أن نشأ الصراع بين الحق والباطل إنهم هم من يذودون عن حكم الطاغوت ويقهرون الشعوب تحت وطأته إنهم جند فراعنة العصر وحكامها الخونة والذين يصدق فيهم قول الحق عز وجل: ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ  (۳۹) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)

 

وإننا مع هذا الحدث الهام نقول:

شكرا للمشاركين في هذه القافلة ومن ساندهم ووقف معهم، من أحرار العالم، ولا يسعنا إلا أن نقول بملء أفواهنا إنها لخطوة جبارة في وقت تكاد أن تموت فيه مظاهر النصرة والمساندة بالمال والبدن معا ولعمر الله لقد جمعتم بين الأمرين وإنها لدرجة عالية من الفداء والتضحية في سبيل ما قمتم به من محاولة إنقاذ حياة إخوانكم في غزة العزة، وقد شاهد العالم بأسره كيف منعتم من قبل أعوان وعملاء دولة اليهود، فشكرا لكم ثم شكرا لكم ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

ثم نقول لإخواننا المسلمين المشاركين في هذه القافلة إنه مما ينبغي عليكم أن تدرکوه هو أن طريق نُصرة غزة قد حالت بينكم وبينه سياجات منيعة هي أقوى وأصلب من حديد الفولاذ إنها سياجات الخيانة والعمالة وأسوار الردة والإلحاد التي قد كشرت عن أنيابها في حربها ضد الإسلام والمسلمين وتقوم ليلا ونهارا في إذلال شعوبها وقهرها حتى تعيش أسيرة في سجون أسيادهم من طواغيت العالم، ولا يفل الحديد إلا الحديد ولن تتكسر هذه السياجات إلا بصلابة المعاول وقوة السواعد التي تضرب بها ولتعلموا أن الطريق إلى غزة لا يحتاج أن يُستأذن للعبور فيـه مـن فرعون، بل لا يفتح إلا بحد السيف، ومن ظن أن قوافل السلام ستحرر القدس فقد أراد العز بلا شوكة، ومن أراد العز بلا شوكة، فقد أراد محالا فالسلم لا يُطلب إلا من موضع قوة، لا من موضع الضعف والاستسلام، وإن قافلتكم تمر على أراض لو نطقت لقالت: «لقد مرت قبلكم خيول جهادية فلم تُفتح لها الأبواب إلا عنوة، فكيف تفتح اليوم لقافلة بلا أسنة؟

 

يا سيارة القافلة

ما هكذا تعودت غزة على النصر، وما هكذا تسقى شجرة التوحيد، وما هكذا كانت صيحات المسلمين في مؤتة، ولا خيبر ولا اليرموك

وما مصر وجميع ما تسمى بدول الطوق اليوم – في ركام أنظمتها – إلا بوابة نسيجها من الخديعة، مفتاحها في السفارات وقلبها في البيت الأبيض، وإن طلبتم الإذن من طواغيت العرب، فلن تُفتح لكم إلا بوابة الاحتقار والاستهزاء والسجن والإخفاء.

إن الحاكم الذي تقصدون بوابته، قد جعل رفح مقبرة للكرامة، وقد قرأتم تقرير «هيومن رايتس ووتش الذي وصف إغلاق المعبر بأنه «عقاب جماعي»، وعلمتم أن الجدار الذي بني تحت الأرض، قد بني بأموال عربية، وخطط صهيونية، فويل لأمة

تموّل حصار ذاتها، ثم تستبكي على الشهداء بالبكاء لا بالدماء.

وإذا ما ماتت الأمة في ميادين القتال فهي حية، وإذا عاشت في ذل، فهي ميتة…

فيا من سعيتم إلى التاريخ، ادخلوه من فوهات البنادق والعز والجهاد والاستشهاد شدوا العزائم، وشمروا عن ساعد الجد، واحذروا أن تؤجلوا المسير، بل واصلوا العزم بالعزم والقافلة بالقافلة ولكن تحت لواء الجهاد والاستشهاد ، ولا تقفوا على باب مصر ولا غيرها لانتظار الضوء الأخضر من حكام يقتلون أولياء الله في سجونهم، وارفضوا أن يُستبدل الجهاد بالتغني بالسلام، وتتحول القضية من دين تسفك لأجله الدماء إلى «كرنفال» عابر…

 

وختاماً

نقول كما قال عمر رضي الله عنه: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.

فليكن زادكم ومرشدكم كتاب الله (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ ) المترية: 30 عودوا إلى القرآن عودوا إلى التوبة والأنفال عودوا إلى لغة الجهاد، فليست الكلمات تسقط الطائرات، ولا بيانات الشجب والتنديد والاستنكار تحاصر الاحتلال ولا الثورات السلمية ترعب الطغاة، وإنما كما قال تعالى: (فَضَرْبَ الرِّقَابِ)، فالحق إذا لم يُحم بالقوة، ذاب في جوف البيانات، وكبل في سجون الطغاة.

إن قافلة الصمود، إن صدقت واشتدت يمكن أن تكون نقطة الانعطاف، أما إن خضعت لمراسم التفتيش، والعبارات المنقحة، والتنسيقات الأمنية، فستكون صفحة مكررة من كتاب الهزيمة المؤسف، فإما أن تكون قافلتكم شعراً يُرتل في فجر القدس، أو نثراً ينسى بعد المساء، وإما أن تكونوا قافلة الفتح والجهاد والاستشهاد، أو تكونوا قافلة العبور من الذاكرة وإلى المسلمين في كل مكان تداعوا إلى الجهاد خفافا وثقالا، واكسروا الحدود والحقوا بركب القافلة بالعدة والعتاد مع التوكل والإيمان ولا تغفلوا عن الاستفادة من خبرات إخوانكم المجاهدين الذين ضرستهم الحروب، فلبسوا للحرب لبوسها، وعرفوا طرق النكاية في العدو وأساليب

الكر والفر. فهذا من باب الإعداد، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

ومن لم يُشارك منكم بالسيف وعز عليه الجهاد، فبالاحتجاج والكلمة والدعم المالي وليكن عونًا بالدعاء، لكننا نرجو أن تكونوا جميعاً أكثر من ذلك.. نرجو أن تكونوا بداية زحف جديد، وصحوة لا تنام (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) فافتحوا السبل بسواعدكم، لا بختم الطغاة، سدد الله خطاكم، وبارك في نواياكم وألحق بكم الجموع، وألحق الجموع بالمجاهدين فأنتم بذرة الخير، فاحذروا أن تسقوها بماء الاستضعاف، بل اسقوها بدماء العزة وكرروا المحاولة مرة بعد مرة وانقشوا في التاريخ أنكم القافلة التي لم تعد إلا ظافرة أو شهيدة.

والحمد لله رب العالمين.

 

لتحميل البيان بي دي أف

غزة كاشفة الأقنعة