مركز تابع للبنتاغون يعترف بفشل الحملة الغربية على حركة الشباب المجاهدين الصومال

 

كشف مركز الدراسات الإستراتيجية الإفريقية (Africa Center for Strategic Studies – ACSS)، التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عن تقييم متشائم حيال الحملة العسكرية التي تقودها القوى الغربية ضد حركة الشباب المجاهدين في الصومال وشرق إفريقيا عموما، مؤكداً أن الحركة باتت تشكل معضلة كبرى لا يمكن كسرها بسهولة.

 

وفي دراسة حديثة نشرها المركز، الذي يركّز على دراسة وفهم قضايا الأمن والتعاون العسكري في إفريقيا، جاء أن مقاتلي حركة الشباب، الذين يسعون لتأسيس دولة إسلامية قائمة على الشريعة، وأنهم أصبحوا بمثابة “شوكة في حلوق” التحالف الدولي الذي يشن هجمات مكثفة على الصومال.

 

تمدد ونفوذ متزايد

وأفادت الدراسة أن حركة الشباب المجاهدين قد وسعت نفوذها بشكل لافت خلال الفترة الماضية، حيث باتت تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي، ووصل انتشارها إلى شمال كينيا، مع تعزيز عملياتها العسكرية.

 

كما أظهرت الدراسة أن الحركة اغتنمت الفرصة لتوسيع عملياتها ضد الحكومة الصومالية المدعومة مع الغرب، في إطار مواجهة مفتوحة مع القوى المتحالفة التي تحارب تطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال.

 

تهديد مباشر للمصالح الغربية

شدد المركز البحثي الأمريكي على أن تنامي قوة حركة الشباب بات يشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الغربية في المنطقة، حيث تواصل هذه القوى استنزاف واستغلال الثروات الطبيعية الوفيرة في البر والبحر في الصومال، على حد وصف الدراسة.

 

وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية، أقر التقرير بأن مقاتلي الحركة استعرضوا في عام 2025 قوة غير مسبوقة بعد شنهم لهجمات عنيفة مكنتهم من السيطرة على أراضٍ واسعة كانت سابقاً تحت سيطرة الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.

 

خسائر فادحة لقوات الحكومة

وسلط التقرير الضوء على حجم الخسائر التي منيت بها القوات الحكومية الصومالية المدعومة من حلفائها الدوليين. حيث لفت إلى مقتل قرابة 4,500 جندي خلال عام 2024 وحده، عندما حاولت هذه القوات، مدعومة بالقوى الأجنبية، شن هجمات عسكرية على معاقل الحركة.

 

وبالرغم من الجهود العسكرية المشتركة بين الحكومة الصومالية والقوات الأجنبية، أشار التقرير إلى أن مقاتلي حركة الشباب أظهروا صموداً وقدرة عالية على التصدي لمخططات التحالف الدولي الذي يدعم الحكومة الصومالية الرامية إلى القضاء على وجودهم في البلاد.

 

اعتراف أمريكي بصعوبة الحسم العسكري

وفي خاتمة التقرير، أقر مركز الدراسات الإستراتيجية الإفريقية بأن القوى الغربية تعيش حالة من الإحباط واليأس في محاولاتها كسر شوكة حركة الشباب، مشدداً على أن “حركة الشباب متجذرة بعمق في الأراضي الصومالية التي نشأت فيها، ومع استمرار تصاعد قدراتها العسكرية، يصعب التصدي لهجماتها المتواصلة.”