نتنياهو و”إعادة تشكيل الشرق الأوسط”

كتب الكاتب ناحوم بارنياع مقالا على صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية حيث ناقش فيه الفرصة المواتية لنتنياهو لـ “إعادة تشكيل الشرق الأوسط” في ظل تحديات تفرضها الانقسامات في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وقال الكاتب إن الظروف أصبحت مواتية لنتنياهو في هذه الأيام، فـ “حزب الله أصبح منهكاً، والأسد يهيم في شوارع موسكو، والساسة في طهران يرتجفون خوفاً، وحماس تتداعى في غزة، وترامب، الصديق العزيز لنتنياهو، يتحضر لاستلام السلطة”.

ويرى الكاتب أن نتنياهو وترامب سيتعين عليهما اتخاذ بعض القرارات والخيارات “الصعبة” للاستفادة من هذه “الموجة من الحظ”.

الخيار الأول، هو عقد صفقة لاستعادة الرهائن. وهو خيار يترتب عليه دفع ثمن، بحسب برنياع، يتمثل بـ “إطلاق سراح القتلة، ووقف العمليات العسكرية، وسماع القصص بشأن الرهائن الآخرين الذين كان يمكن إنقاذهم” على حد تعبيره.

الخيار الثاني يتمثل في الفرصة التي خلقتها الظروف الراهنة، وهو شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، فـ “جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية تم تدميره، كما أن قدرة إيران على الرد من داخل الأراضي الإيرانية أو من سوريا ولبنان تضاءلت”.

وقال برنياع، إن على القائد الذي يخطط للقيام بعملية عسكرية “بالغة الأهمية”، أن يفكر أولاً بضمان استقرار جبهته الداخلية. وقد يعني ذلك أحياناً تشكيل حكومة تمثل طيفاً واسعاً من القوى السياسية، وتنحية الخلافات الداخلية جانباً، مثلما فعل نتنياهو حين “علّق مسألة التعديلات القضائية خلال الحرب الأخيرة في غزة”.

 

لكن نتنياهو، جمع تحالفه السياسي، الأحد الماضي، لبحث إقالة المدعية العامة في إسرائيل غالي بهراف ميارا. كما أن وزير العدل في حكومته ياريف ليفين طرح خطة لإعادة إحياء الإصلاحات القضائية.

وطرح الكاتب تخميناته لتفسير هذا الوضع المعقد والمتشابك بين التطورات في المنطقة والجبهة الداخلية، فيقول إن نتنياهو إما أنه غير مهتم حقاً بإعادة تشكيل الشرق الأوسط، إذ “تلفتُ انتباهه المدعية العامة في إسرائيل أكثر من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي”، أو أنه يظن أن بإمكانه “القيام بالأمرين معاً” أي التركيز على حسم الصراعات في الجبهتين الداخلية والخارجية في الوقت ذاته، فـ “الطائرات المقاتلة ستبقى تقصف طهران حتى لو تداعى النظام القضائي في إسرائيل، وسيستمر جنود الاحتياط الإسرائيليون في تمشيط غزة بحثاً عن الأنفاق حتى لو أخفقت الحكومة في إبرام صفقة رهائن أخرى” بحسب الكاتب.