هل هي النهاية الوشيكة لتحالف أوصوم؟ تمويل متوقف وتحذيرات من انهيار الحملة العسكرية في الصومال

كشف تقرير حديث لصحيفة “The East African” الكينية أن الحملة العسكرية التي يقودها تحالف أوصوم “AUSSOM” في الصومال وصلت إلى مرحلة حرجة من الفشل، بعد أن توقفت مصادر التمويل الرئيسية للعملية، في وقت تتصاعد فيه عمليات حركة الشباب المجاهدين.

وأوضحت الصحيفة أن الغموض يكتنف مستقبل العملية العسكرية التي تديرها قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال، بعد أن انسحبت الدول الغربية الداعمة، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، من تعهداتها المالية التي كانت تمثل العمود الفقري للحملة.

وأكدت الصحيفة أنه في نهاية شهر مايو، تم التأكد من أن الأمم المتحدة لن تفي بوعدها بتمويل 75% من ميزانية عملية AUSSOM، وهو ما يعني عملياً أن الاتحاد الإفريقي بات يواجه الأزمة بموارد شبه معدومة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الاتحاد الأوروبي – الذي كان المموّل الأكبر للعملية – قد أوقف هو الآخر مساهماته، معبّراً عن استيائه من الجدل المطوّل حول خطط دعم القوات الإفريقية، وملوّحًا بانسحاب كامل من الملف.

 

تحذير من انهيار شامل

ووصفت الصحيفة موقف الاتحاد الأوروبي بأنه “الإشارة الأوضح” إلى أن الاتحاد الإفريقي يواجه مهمة مستحيلة بدون تمويل، في وقت تشهد فيه حركة الشباب المجاهدين تصعيداً ملحوظاً في عملياتها العسكرية.

وأضاف التقرير أن الاتحاد الأوروبي لمّح إلى أن الولايات المتحدة هي من قادت جبهة الرفض، مما دفع بدول أخرى للتراجع أيضاً، حيث عبّر متحدث باسم الاتحاد الأوروبي عن “خيبة أمل كبيرة” إزاء موقف واشنطن وبعض حلفائها الذين لم يتخذوا أي خطوة إيجابية لدعم المهمة.

وفي مراسلة سرية وُجهت قبل ثلاثة أسابيع من رئيس مجلس الأمن إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كشفت الصحيفة أن المحادثات المتعلقة بتمويل العملية وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن لوّحت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) لإفشال أي قرار لدعم العملية ماليًا.

 

جهود فاشلة لإنقاذ الموقف

وبحسب “The East African”، فإن وفود الاتحاد الإفريقي أجرت خلال الشهرين الماضيين مشاورات مكثفة مع الدول التي كانت تموّل العملية، كما سعت إلى جذب ممولين جدد لتغطية العجز المالي، بما في ذلك تعويضات القوات المشاركة التي تبلغ قيمتها نحو 166.5 مليون دولار سنويًا، لكن كل تلك الجهود باءت بالفشل.

واللافت أن حتى بريطانيا، التي كانت تُعد الأمل الأخير لإنقاذ العملية بعد مواقف الرفض الصريحة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعلنت الأسبوع الماضي أن مستقبل مهمة AUSSOM بات مرهونًا بظهور ممولين جدد قادرين على تحمل الأعباء الاقتصادية الجسيمة.

 

قلق دولي وتحذير من انسحابات

وفي هذا السياق، قالت “بريتانا تاديسي”، الخبيرة السياسية في المعهد الدولي في نيويورك، للصحيفة إن القرار المتنازع عليه في مجلس الأمن (القرار 2719 بشأن الصومال) يمثل “اختبارًا حقيقيًا” لعلاقة الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، مضيفة أنه قد يثير قلقًا واسعًا داخل الاتحاد الإفريقي.

وحذرت الصحيفة من أن هذه التطورات قد تدفع الدول الإفريقية المشاركة في مهمة AUSSOM إلى إعادة النظر في قرارها بإرسال قوات إلى الصومال، ما يعني أن الأمم المتحدة قد لا تتمكن في المستقبل من الاستعانة بجنود مرتزقة لخدمة أجندتها في المنطقة.

تشير هذه المستجدات إلى أن العملية العسكرية الإفريقية في الصومال على وشك الانهيار ما لم تحدث تغييرات جذرية في موقف المجتمع الدولي تجاه تمويلها. فهل يشهد العالم قريبًا انسحابًا إفريقيًا جماعيًا من الصومال وعودة غير مسبوقة لحركة الشباب المجاهدين إلى المشهد بقوة؟