بيان من القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين: “تهنئة وتعزية الأمة الإسلامية باستشهاد الشيخ محمد مري، والي الولايات الإسلامية في الصومال.”

أصدرت القيادة العامة لحركة الشباب المجاهدين بيانا بعنوان “ويتخذ منكم شهداء”، في تهنئة وتعزية الأمة الإسلامية باستشهاد الشيخ المجاهد محمد مري جامع -، والي الولايات الإسلامية في الصومال.

 

وجاء في بيان القيادة العامة: “بسم الله العزيز الحكيم القائل في كتابه ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)﴾ [سورة آل عمران]
والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين القائل: «والَّذي نَفسِي بيدِه، لوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللهِ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ» (صحيح الجامع).
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
بفخر واعتزاز وامتنان ووفاء، نزفّ للأمة المسلمة خبر ارتقاء الشيخ المجاهد، محمد مري جامع، والي الولايات الإسلامية في الصومال بعد سيرة حافلة بالدعوة والجهاد، والتحريض والبذل والعطاء، لطالما تمنى أن يختمها بخاتمة الفداء، فنال ما تمنى كما نحسبه بعد أكثر من أربعين سنة مرابطًا يخدم دين الله عز وجل ويجاهد في سبيل إعلاء كلمته وتطبيق شريعته، ونصرة المسلمين والمستضعفين، فكان نعم العامل لدينه والوفيّ لثغره، ليختم مسيرته الجهادية بخاتمة القتل في سبيل ربه كما نحسبه، وذلك على إثر قصف جبان أمريكي، كما هي عادة الجبناء ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [ الحشر: 14].
وهكذا تكون النهايات لأصحاب العزائم والمبادئ والتضحيات، مسطرة بالدماء، ممهورة بالصدق مصانة بالثبات على الإسلام، لا يبتغي لدين الله -المجاهد الشهيد- بدلا، ولا يقبل فيه دنية أو تبديلا، يرجو رحمة ربه ورضوانه، وإن سخطت عليه تحالفات الكفر ودول الصليب في العالم مجتمعة. وذلك هو النصر الذي عجزت عنه جيوش الكفر والردة! نصر المبادئ والصدق وأمانة الحق والدين. قال رسول الله ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ»، (صحيح مسلم).
وأضاف البيان: “والشيخ المجاهد محمد مري جامع، قامة سامقة من الرعيل الأول من المجاهدين الأوفياء لدينهم وأمتهم، كان له الجهد البارز في التصدي لحملات التنصير في التسعينات، والتي كانت تستهدف الشعب الصومالي المسلم لتبث سمومها وتهدم عقيدته، فباءت بهزيمة كبرى وفشل ذريع بفضل حراسة ثغور الدين من أمثال الشيخ المجاهد”.
عُرف الشيخ محمد مري بسعيه النبيل إلى توحيد الصف وجمع كلمة المسلمين، فكان حريصا كل الحرص على لَمِّ الشمل والألفة واجتماع الكلمة، يحدوه في ذلك قول الله عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [الصف: 4]. كما كان له دور بارز في المصالحة بين القبائل الصومالية المسلمة فحقن الله بسبب جهوده وجهود إخوانه دماء معصومة.
من مآثر الشيخ رحمه الله أثره المحمود وسعيه المشهود في ميادين الدعوة إلى لله تعالى، وكان من آخر أعماله في هذا المجال إشرافه على الحملة الدعوية الشاملة في الولايات الإسلامية المسماة “حملة إرشاد الأمة إلى سبيل الرشاد”، وكانت أمنيته التي لطالما سعى إليها أن يرى بلاد المسلمين محررة من رجس المحتلين وأن تستنشق أمته المكلومة عبير الحرية والكرامة تحت ظل الشريعة الإسلامية بعيدا عن إملاءات الكفر العالمي وهيمنة نصارى الحبشة”.
وواصل البيان: “يشهد له رفاق دربه بأن سيرته في التفاني والبذل والجهاد، وحسن الإدارة والنصح والإرشاد، رافقها قلبٌ رقيقٌ، طيبُ النفسِ كريم السجايا، كثيرُ السماحة والورع والتثبّت، حييٌّ محبٌ للأنصار محسنٌ لهم. حسنُ الظن بإخوانه، سليم الصدر عليهم، خدومٌ للمسلمين رحيمٌ بهم، قريب الدمع، لا ينفك يذكّر بالله تعالى في جميع أحواله، فيهنأ لحديثه من يجالسه، وينعم بكرم أخلاقه من يعامله”.
“ومع أنه تنقل في البلاد في ميادين المراغمة الكثيرة، ولسنوات وعقود مديدة، وواجه أخطار الموت والقتل في كل مرة، ومن كل حدب وصوب، إلا أن يد الغدر الأمريكية لم تتمكن من الوصول إليه إلا حين شاء الله عز وجل وانقضى الأجل، فقصفته الطائرات الأمريكية ليلة 24 جمادى الثاني 1446 الموافق لــ 24 ديسمبر 2024م. لتتحول دماؤه لنور ونار. نورٌ يضيء مسيرة جنده من بعده، ونارٌ ترتد ثأرًا وقصاصًا على من قتله، وهكذا في كل مرة تتهور أمريكا فتقتل منّا سيدًا، يخلفه سيدٌ أشدّ عزما، وليحمل العهد الممهور بالدماء من بعده فتية آمنوا بربهم، لم يرتضوا غير الإسلام دينًا والجهاد في سبيل الله طريقًا، قد أقسموا أن لا يكون دمه هدرًا، فويل لعبّاد الصليب من كتائب الفتح التي تجمع وتتربص وترتقب!”
“وفي هذ المقام، وإن كان مقام فخر واعتزاز بارتقاء الفارس البطل، في ميادين الجهاد عاملا في سبيل ربه، معليًا لراية التوحيد متفانيًا في خدمة أمته، فإننا نوجه تعزية للأمة المسلمة برحيل قائد من قاداتها وفارس من فرسانها وداعية من دعاتها. ونخصّ بالتعزية أهله وذويه وأحبته، فاللهم تقبل عبدك محمد مري جامع، وأسكنه فردوسك الأعلى برفقة ﴿النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾ واربط اللهم على قلوب أهله وذويه وأحسن عزاءهم وألهمهم الصبر والسلون، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
“ونتوجه بالتعزية والتهنئة لكل القبائل الصومالية المسلمة، ونقول لهم تقبل الله شهيدكم وهنيئا لكم هذه البطولة، كما نتوجه بالتعزية والتهنئة لإخواننا المجاهدين في ساحات الجهاد العالمية، ولكل من اجتمعت قلوبهم رباطًا وجهادًا ودعوة لنصرة دين الله تعالى في كل مكان في العالم على خطى السابقين الأولين. هكذا هي نهايات أبطال الأمة، وأهل الجهاد والثغور، سيرة تشفي صدور المؤمنين وتغيظ الكافرين، وخاتمة تمناها سيد الخلق أجمعين ﷺ، فاللهم تقبل الشيخ المجاهد وارفع درجته في عليين”.
“وأما النقباء، وعمال الولايات الإسلامية وولاتها فنقول لهم، هذا هو أميركم قد قضى نحبه في طريق الجهاد والدعوة إلى الله، لم يخلد لدعّة ولا كسل، فكانت سيرته معطرة بالمسابقة والأثر، فاحفظوا له فضله بحسن عهدٍ وتواصٍ، وأوفوا له بالثبات على سبيل الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى، ولتكون كلمة الذين كفروا السفلى، لا يرين منكم عدوكم ضعفًا ولا وهنًا ولا استكانة، وتلك هي دلالة الصدق في الوفاء لأميركم. والله مولاكم ولا مولى لهم”.
وفي الختام جاء في البيان: “لقد وعدتنا أمريكا بالهزيمة والقتل، ووعدنا ربنا بالنصر والشهادة، وسنرى أي الوعدين أصدق. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21]”
﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ۝ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة:32-33]
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”،

 

حمل البيان من هنا