حرائق ضخمة تحيط بالمستوطنات غرب مدينة القدس المحتلة والاحتلال الإسرائيلي يستنجد بالدول لعجزه عن إخمادها ليلة الاحتفال بذكرى قيام كيان الاحتلال
تشهد مناطق غرب مدينة القدس المحتلة، وخصوصًا منطقة “ماتي يهودا” الواقعة بين مستوطنتي “مسيلات تسيون” و”نفيه شالوم”، حرائق واسعة النطاق اندلعت في غابة “إشتيؤل” وامتدت بسرعة كبيرة نتيجة الرياح العاتية، ما دفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إعلان حالة الطوارئ وإخلاء تجمعات سكنية وإغلاق طريق سريع رئيسي ومناشدة المجتمع الدولي المساعدة في إخماد الحريق الضخم.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 12 شخصا أصيبوا اليوم الأربعاء باختناق جراء الحرائق المندلعة في جبال القدس المحتلة، في حين عرضت السلطة الفلسطينية على الاحتلال المنكوب المساعدة بإخماد الحرائق.
وسجلت حرائق جديدة في مدن ومناطق متفرقة مثل “العفولة، الناعورة، بيسان، طمرة”، و”غفعات عوز” داخل الأراضي المحتلة، مما زاد من تعقيد جهود الإخماد.
وأفادت القناة 12 العبرية، أن 12 طائرة إطفاء ونحو 50 فريق إنقاذ يعملون على احتواء الحريق، بينما تم إجلاء سكان مستوطنة “نفيه شالوم” ومناطق في “اللطرون”، مع تعزيز حركة المرور ونقل السكان إلى مناطق آمنة. كما أُخليت مستوطنات أخرى بينها “ميبو حورون” و”مشمار أيالون” خشية توسع النيران.
وبحسب القناة 13 العبرية، امتدت ألسنة اللهب إلى الطريق السريع رقم 1 بين القدس المحتلة و”تل أبيب”، مما أدى إلى اشتعال مركبات وشاحنة، وأسفر عن إصابة عدد من الأشخاص نتيجة استنشاق الدخان الكثيف.
وأعلنت “الشرطة الإسرائيلية” عن إنقاذ تسعة أشخاص من المركبات المتضررة، فيما تم تسجيل 12 إصابة خفيفة في صفوف المستوطنين، وفق مصادر عبرية.
وقالت “سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية” إنها أخلت متنزهات ومحميات طبيعية، من بينها “طريق بورما” ومحمية “الكفيرة”، وسط مخاوف من تضرر النظام البيئي النادر في المنطقة. وقالت سلطة الإطفاء والإنقاذ، إن التضاريس الوعرة وسرعة الرياح تعيق السيطرة على النيران، داعية السكان للالتزام بتعليمات الإخلاء وعدم العودة حتى إشعار آخر.
وأفادت القناة 12 أن “الحكومة فعلت خطة الطوارئ القصوى واستدعاء فرق إطفاء من جميع أنحاء البلاد، مع تحذيرات من أن الساعات الأربع المقبلة ستكون شديدة الخطورة نتيجة تعاظم قوة الرياح”. وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جهاز الإطفاء رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.
وأصدر رئيس أركان “الجيش الإسرائيلي” تعليماته إلى سلاح الجو والجبهة الداخلية لتسخير كافة مقدرات الجيش للمشاركة في عمليات الإطفاء، بناءً على توجيه من وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الذي أكد أن البلاد في “حالة طوارئ وطنية”.
وأعلنت القناة 12 العبرية أن “إسرائيل” طلبت مساعدة دولية للسيطرة على الحرائق، وتوجهت بطلبات إلى كل من اليونان وبلغاريا وقبرص وكرواتيا وإيطاليا. كما أشارت القناة إلى احتراق عدد من مركبات الإطفاء خلال محاولاتها مكافحة النيران.
وأظهرت لقطات تلفزيونية النيران على امتداد الطريق السريع الرئيسي رقم واحد بين القدس وتل أبيب وأشخاصا يتركون سياراتهم ويهربون من الحرائق بينما يتصاعد دخان كثيف فوق التلال المحيطة بالمنطقة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إيطاليا وكرواتيا من المتوقع أن ترسلا ثلاث طائرات إطفاء للمساعدة في إخماد النيران. كما ناشدت وزارة الخارجية اليونان وقبرص وبلغاريا تقديم المساعدة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن 120 دائرة إطفاء وإنقاذ حشدت العشرات من فرق الإطفاء والطائرات وطائرات الهليكوبتر لمحاولة السيطرة على الحرائق.
واندلعت الحرائق في يوم الذكرى، وهو إحياء لذكرى الجنود الذين سقطوا في حروب الاحتلال الإسرائيلي، كما أن ليلة الأربعاء هي عشية الذكرى السابعة والسبعين لقيام دولة الكيان المسخ وألغيت فعاليات عديدة كانت ستقام لهذا السبب، بما في ذلك الحدث الرئيسي الذي كانت السلطات ستنظمه في القدس.
وتداول الناشطون صور ولقطات للحرائق تحاصر القواعد العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي وحالة رعب بين الجنود وعبارات الحمد والشكر والدعاء أن يحرقهم كما تفننوا في إبادة أهل غزة.