خيانة الأنظمة الطاغوتية: الإمارات والسعودية

لا هوادة مع الذين يصطفون في صفوف العدو ظنًا منهم أن الزيف سيطول أو أن الغدر سيختبئ تحت ستار الخيانة.

وإن كانت الأيام قد دارت وكشفت عن ملامح المؤامرة، فإننا لا نجد أنفسنا إلا أمام خيانةٍ كبرى، وقصةٍ تزداد فصولها مرارة كلما مرّ الزمن.

في مشهدٍ لا يمكن للعقل أن يستوعب قذارته، تقف السعودية والإمارات، بكل حقارة، مدفوعة من أجندات غربية صهيونية، لتضع المسلمين في قلب المذبحة، وتستخدم ضدهم أبشع الأساليب لتدمير كل ما من شأنه أن يعكر صفو الهيمنة الصهيوصليبية على بلاد المسلمين.

إنّ أطماع الأعداء فينا تجاوزت حدود الحروب التقليدية، فلم تعد المؤامرات تختبئ وراء شعارات براقة كـ “الحرية” و”الديمقراطية”، بل أصبحت تطرق أبواب المجتمعات المسلمة عبر أساليب دنيئة، أدواتها الخيانة والابتزاز.

 وأسوأ ما قدمه التاريخ من مؤامرات فاقت الجاهلية الجهلاء خسة وقذارة أن تستخدم السعودية والإمارات أعراض المسلمين ساحة قتال، ويصبح المال هو السلاح الأقوى في يد هؤلاء الجبناء، حيث كانوا يسعون لاختراق حزب الإصلاح، والسلفيين، وكل من يملك في قلبه ذرة من إيمان، بل لم يتوقفوا عند ذلك؛ فقد وصل الأمر إلى اغتيال الشرف عبر استخدام النساء كأداة للتجنيد والمساومة على المبادئ.

فلم يكن المال ولا المناصب وحدها الأداة التي استخدمتها الإمارات والسعودية في تجنيد العملاء، بل كانت هناك أساليب أكثر قذارة، تتضمن الابتزاز الجنسي والتهديد بهتك الأعراض كأدوات ضغط على المجاهدين وجماعات مثل حزب الإصلاح والسلفيين، الذين لم يسلموا أيضًا من هذه الألاعيب القذرة.

نعم.. لم تسلم جماعة الإصلاح والسلفيين من التجنيد المزدوج، حيث كانت السعودية والإمارات تسعى لاختراق هذه الجماعات أيضاً، ليس فقط بهدف تدمير التنظيمات الجهادية، بل لضرب كل تجمع إسلامي يقف في وجه الأنظمة العميلة.

وعلى الرغم من أن الإصلاح والسلفيين لا يشاركون في نفس الأيديولوجيا الجهادية، ومع كل ما فيهم من الأخطاء والطوام الكبرى، وبعد كل ما قدموه للسعودية والإمارات، إلا أنهم كانوا في مرمى أسلحة الابتزاز و التجنيد القسري، مثلما كشف الجاسوس أكرم معوضة.

 

وصدق الله حين قال:

﴿ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [ البقرة: 120]

 

إن ما كشفت عنه اعترافات أكرم معوضة لا يمكن أن تكون إلا صورةً قاتمةً عن الخيانة التي جُبلت عليها هذه الأنظمة الطاغوتية.

لقد اغترفت الأيدي التي تظن نفسها في مأمن من الحساب، لترمي بالمال على شبابنا، وتزرع فيهم الخوف وتغريهم بأوهام النجاح، وهم لا يعلمون أنهم في وحل الخيانة الكبرى.

 كان الجاسوس، الذي سقط بيد المجاهدين، لسانًا فضحت به معالم الخديعة، إذ اعترف بأن السعودية والإمارات قد تمادتا في استخدام أساليب غير أخلاقية في محاولة لضرب المجاهدين والجماعات الإسلامية على اختلاف توجهاتها، مستخدمين أبشع وأقذر الوسائل لتفكيك الوحدة الداخلية لصف المجاهدين والمسلمين عبر الابتزاز والتجسس.

واليوم وأمام كل هذه الحقائق الكبرى، هال كثير من الناس ما بدر من أولئك الأشباح الذين ضلوا طريقهم وضعف إيمانهم، وظنوا أن التسليم بالأمر الواقع هو النجاة.

هؤلاء الذين فقدوا الإيمان في نفوسهم، وخانوا الأمانة والأمة، فاختاروا أن يكونوا أبواقًا في يد أعدائنا، يرددون كلماتهم، ويشوهون الشرع الحنيف الذي لطالما كان درعًا للمجاهدين والمسلمين.

إنّ ما فعله هؤلاء من الطعن في القضاء الشرعي للمجاهدين، والتشكيك في مبادئ التنظيم، لم يكن إلا محاولة يائسة لتبرير انشقاقهم وضعف إيمانهم.

إنهم في الواقع، يلتفون حول مائدة أعداء الإسلام، يلقون الفتن في كل اتجاه، ولا يعلمون أنهم يطعنون في ظهر الأمة حين يصفون المجاهدين بالكذب، ويشوهون سمعة من بذلوا أرواحهم في الجهاد دفاعًا عن الدين والأمة والفطرة التي فطر الله الناس عليها.

 

وبالرغم من كل هذه المحاولات اليائسة، إلا أنّ القبائل العريقة في تقاليدها ونبلها لا يمكن أن تستسلم للأفعال الدنيئة التي يرتكبها الجواسيس، وتتفهم تمامًا خطورة الخيانة على دينهم وقبائلهم.

فقد أثبتت العديد من القبائل الوعي الكامل بمخاطر التجسس، وتجنيد العملاء من أجل خدمة الأعداء، حتى ولو كان الثمن هو المال.

وفي هذه الظروف الدقيقة، يتعامل التنظيم مع هذه القضايا الحساسة بحذر شديد، حيث يختار الستر على مثل هذه الأفعال حفاظًا على سمعة القبائل وأعراضهم.

 ففيما يخص الجواسيس، يتجنب التنظيم غالبًا فضحهم علنًا أو تحميل قبائلهم مسؤولية أفعالهم، حرصًا على عدم تشويه سمعة أعيان القبائل الذين لا ذنب لهم في تصرفات العملاء الخائنين، وفي حالات خاصة آثر المجاهدون فيها الستر؛ ولكن السعودية والإمارات دفعت بعض القبائل لحرب المجاهدين، والمطالبة بإثباتات وأدلة، مما جعل المجاهدين يضطرون لإظهار جانب من الاعترافات والأدلة التي تثبت عمالة أبنائهم، وبهذه الطريقة والحيلة القذرة جعلت السعودية والإمارات تلك القبائل الأبية في موقف محرج.

 

وما من شك في أن الأعداء لم يوجهوا سهامهم فقط إلى الجماعات الإسلامية، بل إلى المجتمع المسلم بأسره، واستخدموا أسلوب الغدر والخداع مع المسلمين، فوظفوا كل الأسلحة التي لا أخلاق فيها من تجنيد الجواسيس إلى تشويه السمعة وحرب الفضيلة والفطرة ولم يسلم من مؤامراتهم ومكرهم الكبَّار لا المجاهدون، ولا السلفيون، ولا حتى العامة من المسلمين الذين لم يرضخوا لابتزازاتهم.

إنه العدو نفسه الذي عادى الإسلام من قديم، واليوم يظهر لنا عوراته في كل زاوية، في الداخل والخارج، وفي النهاية، لا ينتصر إلا الحق، فالله سبحانه وتعالى يدافع عن الذين آمنوا، ويحمينا بعينه التي لا تغفل، وإنا بإذن الله، لن نطعن في قلوبنا، ولن نسمح للخونة أن يلوثوا هذا الطريق الطاهر الذي أضاءت سبله دماء المجاهدين المقدسة.

﴿  إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾.

وسيعلم الذين خانوا الله ورسوله أي منقلب ينقلبون.

 

أبو إبراهيم