بيان من المكتب الصحفي لحركة الشباب المجاهدين: الله الله في نجدة وإغاثة أهل غزة

أصدر المكتب الصحفي لحركة الشباب المجاهدين بيانا، يدعو فيه لنجدة غزة وإغاثة أهلها كأولوية، وجاء في البيان ما يلي:

بسم الله القائل في كتابه العزيز: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82] والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الأمين القائل: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ”. أما بعد: 

نشاهد بقلوب متحرّقة ما يفعله اليهود المغضوب عليهم وحلف الغرب الكافر من إجرام بحق أهلنا في قطاع غزة المحاصر، ولم نر أحطّ ولا أنذل من أعدائنا الصهاينة والصليبيين وأعوانهم المرتدين، إذ اتخذوا من سلاح التجويع وسيلتهم الجبانة لإخفاء عجزهم عن حسم الحرب، وتخبطهم وهزيمتهم أمام ثلة تقاتل في ظروف استثنائية جدا، لا يتوفر لهم فيها المدد ولا مساحات شاسعة للمناورة، ومع ذلك لا يزالون يثخنون في جيش الصهاينة الجبان، الذي لا يجيد سوى القصف المسعور من وراء جدر، والتجويع الخسيس للمستضعفين، ثم يتبجح لهذا الخزي بغرور!

ولا بد من التنبيه إلى أن قتل هذه الأنفس البريئة جوعا وقهرا وإذلالا، يحدث بضوء أخضر من البيت الأبيض وترحيب الحلف الدولي المجرم، كما أنه لم يكن ليحدث لولا أولئك الحكام الخونة المرتدين وأنظمة حكمهم العميلة، الذين أحاطوا الصهاينة بجدار من الحماية وأمّنوا لهم إتمام جرائمهم بحق الأبرياء في غزة.

فهؤلاء هم أول جدار يجب أن يهدم قبل أن يهدم بنيان يهود، ومن لم يبصر خبثهم ودورهم المصيري في بقاء هذا الاحتلال المجرم، ليلقي نظرة على أطفال غزة كيف تعرض صورهم الهزيلة على شاشات العالم وتنقل أخبار وفاتهم جوعى موثّقة أمام مرأى ومسمع البشر، بينما طواغيت البلاد المسلمة يغلقون المعابر بإصرار، ويمنعون دخول المساعدات التي تكدست وانتهت صلاحيتها لطول الانتظار، ويحمون مصالح اليهود بشراسة، ويطاردون كل حرّ غيور يستصرخ المسلمين لنجدة إخوانهم المستضعفين. ولذلك، لن نحرر بيت المقدس حتى نحرر بلاد المسلمين من الخونة والعملاء وأنظمة المرتدين. وهذا ما يجب أن يدركه الناس والعاملون لتحرير هذه الأمة.

وأما إخواننا المستضعفين في غزة، فقد ابتلي نبينا صلى الله عليه وسلم بالحصار والجوع وهو سيد الخلق أجمعين، فاحتسبوا واصبروا، فإن ما عند الله خير وأبقى. عن النعمان بن بشير قال: سمعت عمر بن الخطاب يخطب فذكر ما فتح على الناس فقال: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَوِي يَوْمَهُ مِنَ الْجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ) حديث صحيح.

ومن الجوع الذي حل بالنبي صلى الله عليه وسلم ما كان في شعب أبي طالب حيث بقوا فيه ثلاث سنين في ظل مقاطعة تامة من المشركين، ولم يثنه ذلك عن حمل أمانة رسالته والثقة بوعد ربه جل جلاله، فكان بعد هذه المحنة منحة، وسيادة للإسلام أذهلت أعداءه.

فنسأل الله عز وجل أن يسخر لأهل غزة الرزق ويغنيهم من فضله العظيم ويكفيهم كل هم وغم، وأن يبدّل حال هذه الأمة المبتلاة، والتي وثقت غزة أنها كلها تحت الاحتلال الصهيوصليبي وليس فلسطين فحسب، ولم يبق من هذه الخريطة مساحة حرة مستقلة إلا تلك التي تحررت بعز الجهاد وحكمتها شريعة الله، وارتفعت فيها راية التوحيد شامخة رغم أنف الكافرين.

 أيها المسلمون، إن قتل أبناء غزة اليوم أمام أعين الجميع، عار لن يمحوه التاريخ إلا بجهاد ممتد لا يستهين بأصغر حق للمسلمين، وبإعداد وجمع لا يتوقفان حتى تنصب رايات التوحيد فوق الأقصى. فمن أراد أن يمحو هذا العار فدونه معسكرات التدريب والنفير، والإعداد والعمل، حتى نقتلع أنجاس الردة والكفر من ديار الإسلام ونستقل بشريعة ربنا أحرارا أعزة.

نسأل الله الغني الحميد الذي بيده مفاتيح كل شيء أن يُفرِّج همَّ إخواننا في غزة ويرفع عنهم هذا الكرب، اللهم أطعمهم واسقهم وأغنهم بفضلك العظيم وانصرهم على أعدائهم، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

البيان بصيغة بي دي أف: الله الله في نجدة وإغاثة أهل غزة