السر الذي لا يُقال بعد 3 سنوات من الحرب: حركة الشباب المجاهدين تنتصر وتتقدم… والحكومة الصومالية نتهزم وتتآكل
في تحقيق استقصائي نادر من نوعه، سلط المحلل السياسي المتخصص في شؤون الأمن بمنطقة القرن الإفريقي “آدم داوود أحمد” الضوء على حصيلة ثلاث سنوات من المعارك الشرسة التي خاضتها الحكومة الفيدرالية الصومالية ضد حركة الشباب المجاهدين. التقرير الذي نُشر في صحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية واسعة الانتشار، جاء تحت عنوان:”بعد ثلاث سنوات من الحرب الواسعة، كيف انهارت الحملة الفيدرالية أمام حركة الشباب المجاهدين؟”، واحتوى على تقييم شامل للواقع الميداني، العسكري والسياسي.
بداية الحملة: وعود بالنصر وتحالفات منهارة
في أغسطس 2022، أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود انطلاق ما وصفه بـ “الحرب الشاملة” ضد حركة الشباب المجاهدين، عقب هجوم دموي استهدف فندقًا في مقديشو أسفر عن مقتل 21 مسؤولًا حكوميًا وإصابة أكثر من 100 آخرين. هذه الدعوة للحرب جاءت كمحاولة لتغيير المعادلة الأمنية في البلاد، لكنها على أرض الواقع قوبلت بتحديات ميدانية وتنظيمية جسيمة.
ثلاث سنوات من القتال: انتكاسات عسكرية وخسائر بشرية فادحة
بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق الحملة، يكشف التقرير عن صورة قاتمة ومحبطة؛ حيث تفشل الحكومة الفيدرالية في الحفاظ على الأراضي التي استعادت السيطرة عليها مؤقتًا، ويعيد مقاتلو حركة الشباب المجاهدين التمركز فيها بسهولة، في كثير من الأحيان بعد إلحاق خسائر فادحة بالقوات الحكومية.
وتُظهر التقديرات الأمنية التي حصلت عليها الصحيفة أن المعارك أدت إلى مقتل أكثر من 3,700 جندي فيدرالي، إضافة إلى 2,054 عنصرًا من الميليشيات الموالية للحكومة، بينما تجاوز عدد المصابين 9,600 عسكريًا. كما استولت الحركة على أكثر من 171 عربة مدرعة ودمرت أكثر 100 أخرى.
ومن بين الكوارث المؤسسية، خسر الجيش الصومالي وحدات قتالية بأكملها، من ضمنها 20 ألف جندي، نصفهم تلقوا تدريبًا في إريتريا، والنصف الآخر في الإمارات.
انهيار القيادات وفوضى في وزارة الدفاع
شهدت الحكومة الفيدرالية خلال فترة الحرب تغييرات متكررة في وزراء الدفاع وقادة الجيش ورؤساء الاستخبارات، مما أدى إلى غياب الاستقرار الاستراتيجي. ووفق التقرير، فإن كل وزير دفاع لم يستمر في منصبه أكثر من أربعة أشهر، بينما تم تغيير قيادة الجيش ثلاث مرات في ثلاث سنوات، الأمر الذي أضعف الأداء العسكري وزاد من حدة الفوضى في الجبهات.
تفوق مضطرد لحركة الشباب المجاهدين في الأمن والخدمات
التقرير لا يكتفي بتوصيف الانهيارات الحكومية، بل يُظهر كيف أن حركة الشباب المجاهدين استطاعت أن تطور من قدراتها ليس فقط العسكرية، بل أيضًا الاجتماعية والإدارية. إذ تدير الحركة عشرات المحاكم الإسلامية وتُشرف على 86 معهدًا ومدرسة في مناطق باي وبكول، فضلاً عن توفير خدمات اجتماعية يفتقر إليها المواطنون في ظل تقاعس الدولة.
ويشير التقرير إلى أن القدرة المالية للحركة في تصاعد، مقارنةً بعجز الحكومة الفيدرالية عن دفع رواتب جنودها، مما أسهم في فرار أكثر من 4,300 جندي فيدرالي و620 من القوات الخاصة من معسكراتهم.
تهديد داهم لمقديشو وتوسّع نفوذ الحركة
في خاتمة التقرير، يستند الكاتب إلى تقديرات استخباراتية تؤكد أن حركة الشباب المجاهدين تستعد لشن هجمات نوعية على العاصمة مقديشو، وتخطط لدمج تكتيكات استخباراتية وهجمات برية لاجتياح مواقع القوات الحكومية والأجنبية.
التحذيرات الأمنية تتحدث عن اقتراب الحركة من السيطرة على العاصمة، في ظل تصاعد قدراتها التنظيمية والعسكرية، بالتزامن مع تصدّع جهاز الدولة، واستنزاف موارده.
نصر مُعلن وهزيمة مُعلَنة
رغم ترويج الرئيس حسن شيخ محمود لما وصفه بـ “نجاح التحول الديمقراطي” عبر انتخابات “شخص واحد – صوت واحد”، إلا أن التقرير يعتبر ذلك مجرد غطاء سياسي لتبرير الفشل العسكري، ووسيلة لطمأنة الممولين الدوليين، بينما الواقع الأمني يشهد تصاعدًا ملحوظًا لنفوذ حركة الشباب المجاهدين وانهيارًا مستمرًا في بنية الدولة.