الاعتراف بإقليم صومالي لاند مخطط صهيو صليبي

المتابع لأفكار الصهاينة والباحث في مخططاتهم يرى كيف يحاولون تقسيم بلادنا وتمزيق مجتمعاتنا الذي يجري على قدم وساق وبشكل منهجي، لا بد وأن يقفز إلى ذهن الباحث مشاريع التقسيم، التي يقترب منها العقل المسلم بحذر طوال القرن الماضي، وذلك منذ “سايكس بيكو” التي وضعت الأساس لهذا التقسيم، فها هي تكمل المشوار وصولا للتفتيت وتفكيك ما يستطيعون تمزيقه في بلادنا

من مخططات الصهيوصليبية العالمية اعتراف إقليم صومالي لاند:

فخطة المستشرق الصهيوني “برنارد لويس” تتحدث عن ضرورة تفتيت العالم الإسلامي بأسره إلى ذرات طائفية وعرقية واثنية، وكما يقول: “حتى يكون كل كيان من هذه الكيانات أضعف من إسرائيل، فتضمن تفوقها لمدة نصف قرن على الأقل”.

كتب الصحفي الصهيوني مايكل أريزانتي في الموقع The Times Of Israel، مقالاً بعنوان: “الأهمية الاستراتيجية للاعتراف بصومالي لاند بالنسبة لأمن إسرائيل”.

يعتقد مايكل أن تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي مرتبط بتفكيك وحدة الصومال وقال:-

“إن الاعتراف بصومالي لاند من شأنه أن يوفر لإسرائيل حليفاً استراتيجياً في منطقة القرن الأفريقي، مما يعزز أمنها القومي وموقعها الجيوسياسي في المنطقة. إن الموقع الاستراتيجي لصومالي لاند على خليج عدن، وهو طريق بحري بالغ الأهمية، من شأنه أن يسمح لإسرائيل بتأسيس وجود في منطقة كان نفوذها فيها تقليدياً محدوداً. وهذا من شأنه أن يمكن إسرائيل من التعامل بشكل أفضل مع المشهد الجيوسياسي المعقد وتعزيز مصالحها الأمنية والاقتصادية”.

المشروع الصهيوني الذي ينطلق البعد الديني بمشاركة مع الإمبريالية الغربية لا يتوقف أرض فلسطين وإنما يستهدف العالم الإسلامي بأكلمه

ويقول مايكل أريزانتي في مقاله:

“إن لإسرائيل تاريخ طويل في الاعتراف بصومالي لاند، حيث فعلت ذلك في عام  1960 “.

ونحن الصوماليون نواجه وكلاء الغرب والاحتلال الصهيوني في القرن الإفريقي وهم نصارى الأحباش.

والغرب يواصل مشروع تقسيم القرن الإفريقي حتى يكون كل كيان من هذه الكيانات أضعف من دويلة الأحباش.

وبنفس الآفاق، وذات الاستراتيجية قال وزير الدفاع البريطاني السابق جافين ويليامسون إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يعتزم الاعتراف بصومالي لاند، مرجحا أن تحذو الحكومة البريطانية حذوه.

فلماذا يسارعون الآن إعتراف إقليم صومالي لاند؟

هناك قلق للنظام الدولي لصمود حركة الشباب المجاهدين وتصعيد عملياتها العسكرية للسيطرة على المزيد من المناطق في جنوب ووسط الصومال، بعد فشل حملات الحكومة العميلة بهزيمة حركة الشباب المجاهدين.

وأيضا وبعد إستسلام الحكومة الصومالية العميلة أمام طموحات الأحباش وتطلّعاتهم للوصول إلى البحر، لم يتردد الغرب في الاستفادة من الوقت وقبل انهيار حكومة مقديشوا العميلة، أن يبحث خطة لتأمين وصول الأحباش للبحر وهي اعتراف إقليم صومالي لاند حتى تصبح دولة جديدة مستقلة وعميلة.

وكما نرى تصرفات الغرب يرجون أن يتوقف زحف الجهادي بعد تحرير مقديشو في حدود المصطنعة بين الصومال و إقليم صومالي لاند.

وكما نعلم أن إثيوبيا تحاول الحصول على منفذ بحري وهذه من بدايات تحقيق نصارى الأحباش للتكامل الاستراتيجي للقرن الإفريقي ثم لتحقيق الهيمنة للمنطقة.

وفي مقابلة مع صحيفة الإندبندنت البريطانية بتاريخ 20/11/2024، قال ويليامسون إنه أجرى محادثات مع فريق ترامب بشأن الاعتراف بصومالي لاند، التي تحتل موقعا استراتيجيا مهما على البحر الأحمر. مضيفا أنه “واثق من أن ترامب سيتناول هذه القضية بمجرد توليه منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل”.

 

الأحباش ومخاوف سيطرة المجاهدين في الصومال:

تخاف حكومة أديس أبابا سيطرة حركة الشباب المجاهدين في الصومال، لأنها تحمل رؤية استراتيجية ومخططات لإعادة القرن الإفريقي تحت حكم الإسلام.

وكما نعلم أن القرن الإفريقي أرض إسلامية يحكمها المسيحيون والعملاء، وأن الشعوب المسلمة في المنطقة ينتظرون من يحررهم بعد قرون من الاضطهاد والاستبداد من قِبل الأحباش.

كيف نفسر مخاوف الأحباش للاستراتيجيات حركة الشباب المجاهدين في المنطقة؟

في 14 تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن الحصول على منفذ بحري قضية حياة أو موت لبلاده الحبيسة، ملمّحاً إلى أنها ستحصل على هذا بالقوة أو بغيرها.

علينا أن نفكر قليلا سيناريوهات ما بعد سيطرة حركة الشباب المجاهدين في الصومال وما سيحدث في المنطقة.

إثيوبيا ترى أن جبروتها وهيمنتها في القرن الإفريقي يتوقف في حدود قدرتها على تأسيس القوة البحرية.

ولهذا السبب تخاف إثيوبيا تفعيل حركة الشباب المجاهدين بعد سيطرتهم في الصومال مبدأ (الأناكوندا) لأن القوات البحرية الصومالية ستتحكم المحيط الهندي وخليج بربرة (عدن) ومدخل باب المندب.

ومبدأ (الأناكوندا) استخدمه الجنرال الأميركي مك-كيلان في الحرب الأهلية في الشمال الأمريكي خلال سنوات 1861-1865م. ويتجسد هذا المبدأ في حصار الأراضي المعادية من البحر وعبر الخطوط الساحلية، وهو ما يؤدي تدريجيا إلى الاستنزاف الاستراتيجي للعدو.

ولأجل ذلك تهتم إثيوبيا بناء القوة البحرية لكي تصبح دولة قوية ومهيمنة في المنطقة.

وتلعب إثيوبيا لأجل تحقيق هذا الأمر عدة الأمور:

1- التعاون بفعالية مع الدول البحرية مثل فرنسا والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.

2- إقامة العراقيل في وجه الطموحات البحرية الصومالية ما بعد  سيطرة حركة الشباب المجاهدين في الصومال.

3- تنسيق العمليات المشتركة مع الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعوب المسلمة في القرن الإفريقي.

إن وصول إثيوبيا للبحر يشير لحتمية الاعتراف بإقليم صومالي لاند كدولة مستقلة لعرقلة الجهاديين من الوصول لهذه الأرض وإقامة نظام إسلامي هناك، والذي سيشكل عائقا كبيرا لأطماع الصهاينة والأمريكان في بناء قاعدة  بحرية في سواحل هذا الإقليم الاستراتيجي إقليميا وعالميا.

وعلى مسلمي قرن إفريقيا وخاصة الصوماليون أن يعوا حجم خطورة المرحلة القادمة وأن يستعدوا لها بالشكل المطلوب قبل فوات الأوان. ونحن أمام مؤامرة صهيوصليبية كبيرة من شأنها إخضاع الصوماليين لعدوهم الأزلي الذي ما زال يصرح بمطامعه وطموحاته للسيطرة على القرن الإفريقي بشكل كامل.

وقد أعلن آبي أحمد مرارا وتكرارا بشكل مباشر وغير مباشر عن هذه الاطماع ونحن نذكر  حينما قال لشعبه أن طموحاتهم ليست كبيرة بما فيه الكفاية، وأنه يطمح إلى أن يشتغل المواطن الإثيوبي في العاصمة الصومالية مقديشو بعد فتحها وأن يرجعوا عطلة نهاية الأسبوع مع عائلاتهم، وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نستذكر قوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).

 

أبو الليث