بيان قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية: فاز أهل غزة والمعركة مستمرة

نشرت مؤسسة السحاب لشبه القارة الهندية، الجناح الإعلامي لقاعدة الجهاد لشبه القارة الهندية، بيانا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء في البيان:

“الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

بعد خمسة عشر شهرا من المشقة، وحرب مليئة بالتضحيات في أسمى صور الإيمان والشجاعة، بزغ هلال النصر والفتح في أرض فلسطين، ومنَّ الله على عباده بفتح عزيز، فالحمد لله رب العالمين.

لا إله إلا الله وحده، أعز جنده ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بَعْدَه.

من خمسة عشر شهرا كان الصهاينة (وبالأخص نتنياهو وبايدن ثم ترمب) يدعون ويوعدون مجاهدي غزة بالإبادة والمحق، كما ادعى وأوعد بوش قبل عقدين ونصف بأنه سيقضي على المجاهدين في أفغانستان ويفنيهم من غزة إلى كابل هي حكاية واحدة لانهزام أهل الصليب والصهيون، وهي الحكاية نفسها لانتصار أهل الإيمان. إن اتفاقية وقف الحرب في غزة لهي الفتح المبين لأهل الإسلام والجهاد والخسارة الفاضحة لأهل صهيون.

من جانب كانت قطع من رغيف خبز يابس (وهي أيضا قد يؤثرون بها الأسرى على أنفسهم) وأسلحة قليلة، لكنه الإيمان بالله واليقين بوعوده، وروح الجهاد والشوق والرغبة في الاستشهاد، والجانب الآخر يمتلك أفضل الجيوش في العالم، والأسلحة الحديثة، والرصاص والبارود، وأفخم أنواع الإعاشة والمسكن في ساحة المعركة، لكنها سمة الكفر بالله والدأب الدني المتمثل في قتل أنبياء الله وورثتهم وكراهية الموت ورغبة عيش الحياة الأبدية في هذه الدنيا، والإيمان بوعود بايدن وترمب بل والدجال الأكبر بدلا من الله.

الله أكبر ولله الحمد الحمد كله للحكيم اللطيف سبحانه الذي ثبت عباده وأيدهم بالفتح

والنصر !

بهذه المناسبة تهنئ الأمة الإسلامية جمعاء، وبالأخص من تجسد الإيمان واليقين والصمود والعزيمة شعب أهل الإسلام في غزة، ومجاهدي كتائب القسام ومجاهدي سرايا القدس.

وفي هذه المناسبة نكرر التذكير برسالة في غاية الأهمية بأنه لا شك أن أهل غزة قد انتصروا، إلا أن المعركة مستمرة، وحكم العمل بتلك الفتيا الشهيرة التي أفتى بها مجدد الجهاد ومن ينتمي إلى أرض فلسطين الشيخ عبد الله عزام رحمه الله لهو الحكم الذي كان حين وقت إصدارها، أهم فروض الأعيان بعد الإيمان تحرير أراضي أهل الإسلام وكل شبر كان يومًا ما تحت حكم الإسلام وبالأخص مقدساتنا التي من أهمها وأعظمها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى، فتحريره فرض عين وإن معركة طوفان الأقصى التي كانت انطلاقتها في الصبيحة المباركة ليوم السابع من أكتوبر عام ۲۰۲۳ لمستمرة إلى لحظة دخولنا أهل الإيمان في مسجد الأقصى فاتحين، وأبناء صهيون وبناتهم أذلة في الأرض صاغرين.

فالجهاد فرض عين على كل علماء الأمة وطلباتها، وأطبائها ومهندسيها، وأدبائها وشعرائها وأهل الاقتصاد والتجارة ، وعلى كل رجل وامرأة، إنه لا بد من مواصلة تلك الحملة التاريخية الدالة على اليقظة الإيمانية والتي شنتها الأمة المسلمة لمقاطعة البضائع الصهيونية، بل ومن أولى تلك المصنوعات التي تستحق المقاطعة ذلك النظام الذي يريد أن يستعبد الأمة الإسلامية بل والإنسانية أجمع بالنظام الصهيوني الصليبي الجديد.

لقد وسع أهل الصليب والصهيون دائرة الحرب في جميع أنحاء العالم، فأهل الإسلام والجهاد كذلك مكلفون بخوض هذا الحرب في جميع الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية والفكرية وقد انقضت مرحلة من مراحل هذا الجهاد الفرض العيني معركة طوفان الأقصى، ويبقى الوصول إلى الهدف، يقول الله: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِله) [الأنفال (۳۹)]، وفتنة الكفر باقية بل غالبة، ونظام الكفر لا زال يحكم العالم، ولم ينكسر كبرياء إسرائيل بعد، وهو مؤذن بحرب أخرى، وإن أكبر مؤازر لإسرائيل أمريكا لا زالت في صف إسرائيل اليوم كما كانت بالأمس بل بأشد من ذلك بكل قوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وقد أثبتت الحرب الماضية من خمسة عشر شهرا هذا الأمر بوضوح أنه لا يمكن كسر شوكة إسرائيل إلا بإضعاف أمريكا باستهداف مصالحها في العالم.

نسأل الله أن يمن على أمة حبيبه صلى الله عليه وسلم بالفتح ، وأن يتقبل شهداء هذه الأمة، ويشفي الجرحى، ويحمي المهجرين، ويطعم الجياع والعطشى ويسقيهم، ويبث في هذه الأمة روح الجهاد والاستشهاد. وإن في كلام الله الأتي بشارة لنا بالفلاح في الدنيا والآخرة:

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُم فرح فقد من القوم فرحٌ مِثْلَهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الذينَ آمَنُوا وأجد مِنكُم شهداء والله لا يُحِبُّ الظالمين والتنجس الله الذين أملوا وتتحق الكافرين أمْ حسبتم أن تدخلوا الجنة ولا يعلم الله الذينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصابرین ال عمران﴾ (۱۳۹-۱۳۲)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على نبينا الأمين، آمين”.