بيان لقاعدة الجهاد في جزيرة العرب بشأن الحرب التي دارت بين الصهاينة وإيران
نشرت مؤسسة الملاحم، الجناح الإعلامي لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بيانا بعنوان: “بشأن الحرب التي دارت بين الصهاينة وإيران” جاء فيه:
الحمد لله الذي جعل الظلمات والنور ثم الذي كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على البشير النذير الهادي إلى سواء السبيل، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
إن الصراع بين الحق والباطل مستمر وماض إلى يوم القيامة، وإن الحق واحد لا يتعدد والباطل أصناف وأجناس ،متعدد، ويبقى الحق لا يتغير بتغير الباطل وتنوعه، بل هو ثابت راسخ لأنه مستمَدُّ من الحق سبحانه، ولدينا وحيه الذي تكفل بحفظه – كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم-، والباطل مهما تلون وتزيي بزي الحق فإن الحق يدمغه (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء: ۱۸]، وإن الأمة على مر التاريخ تتعرض لهجمات من أهل الباطل لحرفها عن دينها والتلبيس عليها؛ فيتصدى لهم أهل العلم والجهاد باللسان والسنان، فيفتح الله عليهم ويعلو الحق ويذهب زبد الباطل مهما بدا منتفشاً في أعين الناس، وإن مما ابتليت به أمتنا في عصرنا الحاضر تسلط الطغاة من الشرق والغرب على أمة الإسلام فما أن تنفك من تحكم طغاة الشرق حتى يتسلط عليها طغاة الغرب، ولعل من أسباب ذلك العجز الشديد الذي عاشته الأمة سابقاً وإلى الآن، وضعف توجيه العلماء والمصلحين ومحدودية تأثيرهم وذلك بسبب القيود المفروضة عليهم بسجنهم وملاحقتهم، وتشويه صورة المجاهدين والطعن فيهم، فنتج عن ذلك كله التباس الأمر على كثير من المسلمين، فظنوا الحق باطلاً والباطل حقاً؛ مما أطال في أمد الباطل وجعل المجرمين يعيثون في الأمة الفساد، وهذا يجعل المسؤولية على أهل العلم الصادقين والقادة والمجاهدين في الأمة أعظم؛ لبيان سبيل المجرمين وفضحه والتحذير منه وبيان سبيل المؤمنين ونصرته وتقويته.
وفي هذا يقول ابن القيم -رحمه الله – : “قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 10]، وقال: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: ۱۱٥]، والله تعالى قد بيّن في كتابه سبيل المؤمنين مفصلة وسبيل المجرمين ،مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفق بها هؤلاء، والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلّى سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبيّنهما غاية البيان إلى أن قال وأما من جاء بعد الصحابة فمنهم من نشأ في الإسلام غير عالم تفصيل ضده فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فإن اللبس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية»، هذا من كمال علم عمر رضي الله عنه.
فإنه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها – وهو كل ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم – فإنه من الجاهلية فإنها منسوبة إلى الجهل وكل ما خالف الرسول فهو من الجهل.
فمن لم يعرف سبيل المجرمين، ولم تستبن له؛ أوشك أن يظن في بعض سبيلهم أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الاعتقاد والعلم والعمل هي من سبيل المجرمين والكفار؛ أدخلها من لا يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين ودعا إليها وكفّر من خالفها واستحل منه ما حرمه الله ورسوله كما وقع لأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم..”. الفوائد لابن القيم.
وإن الحرب التي دارت بين دولة اليهود ومعها المعسكر الغربي بقيادة أمريكا من جهة ودولة إيران ومن ساندها من جهة أخرى؛ هي حرب بين أعدائنا لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وإن من السفاهة أن نقف مع أحدهما ضد الآخر ليتفرد بعد ذلك بنا المنتصر منهما، بل نرجو من الله أن يُهلك بعضُهما بعضا، فجرائم اليهود منذ عهد الأنبياء معروفة، ولكون عداوة اليهود واضحة جلية معلومة للجميع فلا نحتاج هنا لمزيد بيان بشأنهم وكذلك جرائم الرافضة في تاريخنا مشهورة؛ وللتذكير ببعضها هنا :نقول منذ نهاية خلافة علي -رضي الله عنه – وهم يدسون الدسائس ويمكرون بأمة الإسلام، ولم تتأخر معركة حطين لفتح فلسطين بقيادة صلاح الدين إلا بسبب كيد الرافضة ومحاولاتهم لقتله وتمكين الصليبيين من أرض مصر الكنانة وبإعانة الوزير ابن العلقمي الشيعي تمكن التتر من إسقاط الخلافة ببغداد وغيرها من المؤامرات والدسائس القاتلة للأمة و ما تاريخنا المعاصر عنا ببعيد؛ فوقوفهم مع الأمريكان في إسقاط طالبان عقب أحداث سبتمبر الشهيرة إلى احتلال العراق ثم محاولتهم في عدم تمكين طالبان السنية من الحكم بعد عشرين سنة من القتال ضد الامريكان وحلفائهم وكذا مشاركتهم في تنفيذ مخططات الأمريكان في جزيرة العرب بكسر أي شوكة لأهل السنة، وكل ذلك موثق بالصوت والصورة.
وإنه ليجدر بنا في هذا المقام أن نشيد بالبيان الذي صدر عن رابطة علماء العالم الإسلامي والذي دعا المسلمين إلى عدم التغافل عن حقيقة الطرفين المتصارعين وأن عداوتهما للإسلام والمسلمين ظاهرة وسافرة منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة فجزاهم الله عن أمتهم خيرا وجعلهم من حراسها وروادها في بيان الحق والذب عن عقيدتها وتبيين سبيل المجرمين.
ومع أن الواجب الشرعي والقيمي على الأمة هو الوقوف إلى جانب إخواننا في غزة وفلسطين – بكل الوسائل الممكنة – إلا أنه ليس من الفطانة والكياسة في شيء أن تصرفنا هذه القضية عن القضايا الأخرى التي لا تقل عنها خطورة في حق الأمة، وإن واجبنا اليوم هو أن نقوم بالعمل على استقلاليتنا كأمة إسلامية لنا هويتنا الخاصة وشريعتنا التي تدعونا إلى خلاص البشرية كلها من عبودية غير الله وتعبيدها له وحده لا شريك له، وإننا بعد الاعتماد على الله وحده بإمكاننا أن نحدث التغيير المنشود للبشرية جمعاء بتحقيق الحياة الطيبة، ونوقف كل ظلم في الأرض – بإذن الله، وإن أفغانستان خیر شاهد، وعلى خطاها يسير إخوانكم المجاهدون في الصومال ومغرب الإسلام العربي وجزيرة العرب وشبه القارة الهندية، وندعو لتحقيق ذلك إلى الآتي:
-1على العلماء والدعاة وسائر المصلحين أن يقوموا بدورهم في توعية الأمة بخطر الرافضة واليهود وأنهم شر على الأمة، وأن معظم مصائب المسلمين على مر العصور كانت بسببهما، فهذا من بيان سبيل المجرمين؛ خاصة مع التباس الأمر على الناس؛ فالبلاغ يجب أن يكون بكل وسيلة ممكنة يحصل بها البيان الواضح للمسلمين في كل مكان، كما عليهم أن يبينوا أن فجر الإسلام قادم والنصر والتمكين لـه هـو وعداً ممن لا يُخلف الميعاد -سبحانه- ويدعوا المسلمين للرجوع لدينهم فهو النجاة لهم في الدنيا والفوز في الآخرة.
٢- السعي لجمع كلمة المسلمين حول كلمة التوحيد، فدواعي اجتماعنا أكثر من دواعي تفرقنا، وعناصر القوة لدينا أكثر من عناصر القوة لدى أعدائنا أجمعين ولله الحمد- فما علينا إلا الرجوع لهدي نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- تقوية شوكة أهل السنة في كل مكان وتجييشهم للنهوض بالأمة، ودعم وتأييد موقف المجاهدين في التصدي لأعداء الأمة، ودعوة المسلمين أجمعين لدعمهم ومناصرتهم بالإيواء والمال والرجال، فهم النواة التي ستعيد للأمة عزها وتمكينها -بإذن الله-. ٤ – على أصحاب الطاقات من الأمة سواء العلمية أو المالية أو التقنية أو الفكرية وغيرها أن يعملوا على الاستقلال عن أعداء الأمة ويوجهوا طاقاتهم بما يصب في صالح أمتهم للنهوض بها.
وختاما فإنا ننوه إلى أننا نستثني من موقفنا هذا تجاه دولة إيران الرافضية كلاً من المسلمين من أهل السنة في هذا البلد ومن عوام الشيعة الذين لا يشاركون دولتهم في
حرب الإسلام والمسلمين بل نرجو لهم السلامة والفكاك من سطوتها وجبروتها.
اللهم أبرم لأمة الإسلام أمر رشد يُعز فيه أولياؤك ويُذل فيه أعداؤك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ، اللهم عليك بطغاة العرب والعجم أجمعين اللهم عليك باليهود والنصارى ومن حالفهم اللهم أهلكهم بقوتك التي لا تُغلب وانصرنا عليهم بعزتك التي لا تُرام.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين.
البيان بي دي أف.