تراجع مصر عن المشاركة في مهمة أوصوم بعد توقف الدعم الغربي: القلق الاقتصادي يُفشل المخطط العسكري
في تطور جديد يعكس هشاشة التحالفات العسكرية الغربية في إفريقيا، أفادت تقارير إعلامية بأن الحكومة المصرية المدعومة من الغرب تتردد في الانخراط الفعلي ضمن قوات تحالف AUSSOM، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التمويل المخصص لتلك العملية العسكرية.
وبحسب تقرير نشرته قناة الجزيرة يوم أمس، فإن مصر أبدت تحفظها مؤخراً على المشاركة المباشرة في عمليات AUSSOM، وذلك بعد تسريب معلومات داخلية تشير إلى تقلص الحماس المصري تجاه هذه الحملة الجديدة على الأراضي الصومالية.
وصرح اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمني الذي استند إليه التقرير، أن توقف التمويل الغربي يمثل عائقاً كبيراً أمام مشاركة القوات المصرية، مشيراً إلى أن انعدام الضمانات المالية يعزز من قلق القاهرة تجاه هذه المهمة العسكرية.
وأكد الخبير ذاته أن مصر تنظر بريبة متزايدة إلى الغموض الذي يلف مستقبل هذا التدخل العسكري، واقترح أن تنسحب القاهرة كلياً من العملية، نظراً للمخاطر السياسية والاقتصادية المتوقعة.
من جانب آخر، نقل التقرير عن موقع Africa Intelligence الفرنسي – المتخصص في شؤون الاستخبارات الإفريقية – أن مصر قد قررت بالفعل تجميد مشاركتها، في حين يُتوقع أن تحل قوات بوروندية مكان القوات المصرية التي كانت مخصصة للمهمة.
وأشار الموقع إلى أن مصر امتنعت أيضاً عن المشاركة في مهمتين تدريبيتين كانتا مقررتين في داخل الأراضي الصومالية، واللتين كانتا تهدفان إلى تقييم جاهزية القوات قبل نشرها، وهو ما اعتبره التقرير دلالة واضحة على خيبة أمل القاهرة من غياب الدعم المالي.
وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى اجتماع عُقد مؤخراً في مدينة العلمين المصرية، جمع بين قادة حكومتي القاهرة ومقديشو، إلا أن البيان الصادر عن اللقاء لم يتطرق بأي شكل إلى طبيعة مشاركة مصر في التحالف، ما يعزز التكهنات بشأن نية مصر الانسحاب الكامل.
تأتي هذه المستجدات في وقت تواجه فيه قوات AUSSOM – المدعومة غربياً – تحديات أمنية ومالية متزايدة، في ظل تصاعد الهجمات التي تنفذها حركة الشباب المجاهدين في شرق إفريقيا، والتي نجحت في فرض حصار فعلي على مواقع القوات الأجنبية هناك، وسط عجز واضح عن السيطرة أو التقدم.