دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ والقسام تسلم 3 محتجزات وتحتفل علنا بالنصر في أحياء غزة
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ اليوم الأحد بعد 471 يوما من المجازر الإسرائيلية في القطاع، خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود. بحسب الجزيرة.
وقد سلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد 3 محتجزات إسرائيليات في ساحة السرايا وسط مدينة غزة إلى الصليب الأحمر.
بالمقابل، أفادت مصادر للجزيرة ببدء نقل أسيرات فلسطينيات يفترض إطلاق سراحهن اليوم من سجن الدامون المخصص للأسيرات الفلسطينيات في حيفا باتجاه عوفر غرب رام الله في الضفة الغربية.
وفي كلمة مصورة اليوم الأحد عقب سريان وقف إطلاق النار، قال أبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام – إن عملية “طوفان الأقصى أوصلت رسالة للعالم أن هذا الاحتلال كذبة كبيرة”، مؤكدا “نعلن وفصائل المقاومة التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهون بالتزام العدو”.
القسام وعروض النصر في الشوارع
وشهد اليوم انتشار مسلحين تابعين لكتائب القسام في شوارع غزة بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
ففي الساعات الأولى لسريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، اليوم الأحد، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “رجال شرطة حماس ينفذون إعادة انتشار في جميع أنحاء القطاع، وإن حماس التي لم تفقد في أي لحظة من الحرب سيطرتها أو قبضتها على أي جزء من القطاع، تستغل هذه الساعات لتعزيز وإحكام قبضتها وحكمها”.
وبحسب مقال للجزيرة، ثمة مفارقة ضخمة إذن بين طموحات نتنياهو وتعهداته، والواقع الذي تظهره الصور والمشاهد التي تنقلها وسائل الإعلام من قطاع غزة، بما يؤكد أن الأهداف الرئيسية للحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني قد تبددت تماما، على الرغم من حالة الدمار الهائلة في المباني والبنية التحتية التي خلفها العدوان، وأعداد الشهداء التي بلغت قرابة 44 ألفا، فضلا عن أضعافهم من المصابين والمشردين.
الحاضنة الشعبية
وبحسب المقال، تشير أدبيات العلوم العسكرية إلى ما يعرف باسم “مركز الثقل للمنظمات العسكرية” (COG – Center of Gravity) والذي قد يختلف من تنظيم لآخر ومن سياق لآخر. بيد أنه في حالة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، تُظهر التجربة أن مركز ثقلها يعتمد بشكل رئيسي على الحاضنة الشعبية التي تمنح المقاومة عمقا اجتماعيا لا يقدر بثمن، وتمثل الخزان البشري دائم الإمداد الذي يمدها بالطاقات البشرية.. كما أن إيمان تلك الحاضنة بالخيارات الإستراتيجية للمقاومة، وبجدارة قيادتها في تقدير الموقف، واتخاذ القرار يمنح المقاومة ما يشبه تفويضا شعبيا مريحا لتنفيذ خططها، بغية تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.
ومع إدراكه لهذه الحقيقة، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف تلك الحاضنة الشعبية، عسكريا ومعنويا، بهدف رفع تكلفة دعمها للمقاومة، وممارسة الضغوط على قياداتها ونزع الغطاء الشعبي عنها. ومن ثم تتعامل قوات الاحتلال مع البنية التحتية للقطاع باعتبارها أهدافا عسكرية، كما تعتبر توسيع عمليات القتل في صفوف المدنيين وإيلام المجتمع الغزاوي إلى أقصى درجة ممكنة هدفا عسكريا في حد ذاته، إذ بات الإسرائيليون يرون قطاع غزة بأكمله حركة مقاومة شعبية. بحسب المقال.
ويخبرنا ذلك عن أسباب تعمد “إسرائيل” ممارسة أقسى درجات العنف لإدماء الحاضنة المدنية في قطاع غزة وتدمير مقومات الصمود اليومية والحياتية لسكانه، ومع ذلك أظهرت الأجواء الاحتفالية التي نقلتها وسائل الإعلام في مناطق مختلفة من غزة بما فيها مناطق الجهد العسكري الإسرائيلي الكثيف، مثل شمال القطاع، أن حالة غزة استثنائية وفريدة، وأن ثقافة المقاومة متجذرة في هذا القطاع على نحو بالغ.
وكما يبدو أن ثمة وعيا إستراتيجيا جماعيا لدى الناس في غزة بضرورة الاحتفاظ بصورة النصر في اللحظات الأخيرة وتصديرها للعدو وللعالم، وهو ما يدفعهم بشكل غير منظم وعفوي، على ما يبدو، لتعمد إظهار مثل هذه الصور على الرغم من المأساة الإنسانية الهائلة التي عاشوها والتي ستظل آثارها حاضرة لفترة طويلة. بحسب الموقع.
أهالي غزة أفشلوا خطط التهجير
اليوم، تنقل الصور المتتابعة أن مشاهد الحياة ما زالت حاضرة في مناطق الشمال، وأن تكتلات بشرية ضخمة ما زالت لم تغادر أماكن سكنها، كما بدأت الدفعات الأولى من النازحين في العودة إلى الشمال خلال شارع الرشيد وفق ما تقضى المرحلة الأولى من الاتفاق، وخلال المرحلة الثانية ستنسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم بما يسمح بفتح شارع صلاح الدين حيث سيكون طريق العودة خلاله أكثر سهولة وأمانا.
كتائب القسام لم تتفكك
إلى جانب ذلك، كان أهم أهداف نتنياهو المعلنة هو تفكيك كتائب القسام، ومع ذلك أظهرت الساعة الأولى أيضا من صباح اليوم مجندين عسكريين في كتائب القسام يقومون بما يشبه “العرض العسكري” جنوب القطاع في رفح، حتى قبل أن يبدأ رسميا تنفيذ وقف إطلاق النار من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بل إن الباحث والصحفي الإسرائيلي غاي بيخور نشر مقالًا قال فيه إن مشاهد انتشار شرطة حماس وكتائب القسام في قطاع غزة فور سريان وقف إطلاق النار، خلفت لديه انطباعًا أن “حماس عادت، وعاد معها كل شيء”، وحذر من أن الهجوم على مستوطنات غلاف غزة قادم “وسيكون فظيعًا”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت في 9 فبراير/شباط 2024، إن رئيس الوزراء طلب من الجيش تنفيذ مخطط تفكيك كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بمدينة رفح، قبل حلول شهر رمضان. وقالت أيضا إن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي قال لنتنياهو إن “الجيش لديه خطة بالفعل، لكن هناك حاجة إلى تهيئة الظروف وهي إخلاء المنطقة والتنسيق مع مصر” وهو ما فشل فيه الاحتلال لاحقا.
وعلى الرغم من مزاعم إسرائيل في ديسمبر/كانون الأول الماضي أنها استطاعت قتل ألفين من “عناصر” حماس في رفح وهدم 15 كيلومترا من شبكة الأنفاق، إلا أن هذا الظهور السريع والمنظم لكتائب القسام ربما يرجح أن التصريحات الإسرائيلية كانت موجهة للداخل لتبرير فشل مخطط التهجير إلى مصر واقتحام مناطق رفح بشكل واسع.
وأخيرا، وصلت الحرب إلى ما يفترض أن تكون في مرحلتها النهائية، ولم تتغير طبيعة السلطة في قطاع غزة، بل يبدو أن منظومة القيادة والسيطرة لكتائب القسام ما زالت تعمل بكفاءة كاملة، حيث استطاعت الالتزام بموعد الإعلان عن أسماء الأسيرات الإسرائيليات اللواتي سيجري تسليمهن لسلطات الاحتلال.
كما بدأت السلطات المدنية الأمنية في إعادة انتشارها والظهور مجددا في القطاع، على الرغم أنه منذ بدء الحرب نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات اغتيال استهدفت 723 من عناصر أجهزة الشرطة ولجان تأمين المساعدات، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كل هذا دفع معلق الشؤون العربية في قناة i24 الإخبارية العبرية للتساؤل عن جدوى الإبادة: “ماذا فعلنا هنا خلال عام وخمسة أشهر؟ دمّرنا العديد من المنازل، وقُتل خيرة أبنائنا، وفي النهاية النتيجة هي نفس الصيغة: حماس تحكم، المساعدات تدخل، ونخبة [القسام] تعود.”
ئيس سابق لـ”الموساد” وموعظة صادمة لقومه!
في حديثه ليلة أمس لـ”القناة 12″، كان (تامير باردو) يردّ ضمنا على مزاعم قومه بالانتصار.. قال لهم:”في اليوم الأخير من (حرب فيتنام)، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أمريكي وآخر من شمال فيتنام. حينها قال الأمريكي للفيتنامي: (في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة)، ليردّ عليه الأخير: (قد يكون هذا صحيحا، لكن في صباح الغد، أنتم ستغادرون ونحن سنبقى)”. (انتهى)
وعلق الصحفي ياسر الزعاترة على الخبر قائلا: ليس بـ”إحصاء الجثث” تُقاس نتائج الحروب، إذ من الطبيعي أن يكون الغُزاة أكثر قدرة على القتل والتدمير، بل بالنتيجة النهائية، وما دامت المقاومة ماضية، فهي مُنتصرة، بصرف النظر عن المدى الزمني. هذا مع العلم أن من عادة الغُزاة أن يبالغوا في التوحّش حين يشعرون بقُرب النهاية.
ما جرى كان ملحمة عظيمة هي الأكبر في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، وهي ملحمة كتبت بداية نهايته.. لا يجادل في ذلك من يعرفون السياسة وتاريخ حركات التحرّر”.
وكان ترامب قد صرح قائلا: عدم توقف الحرب في غزة سيعني تدخل جيوش كبيرة في المنطقة ضد “إسرائيل”، لا يمكن إبقاء تركيا على الهامش، وأردوغان غاضب من “إسرائيل” وهذا ليس جيداً.
ما يظهر أن قرار وقف الحرب كان أمريكيا، وأن من كان يملك زمام استمرار الحرب هي واشنطن.
كما يظهر أثر حرب العصابات في إخضاع العدو مهما تباينت القوى.