سكان غزة يترقبون وقف إطلاق النار ويتوجسون من غدر الاحتلال

ينتظر أهل غزة بفارغ الصبر يوم الأحد، لسريان اتفاقية إطلاق النار، بعد 15 شهرا من الحرب المتواصلة.

وقطع لحظات الانتظار والترقب، غارات جوية إسرائيلية على غزة، مما أسفر عن مقتل 113 شخصا على الأقل منذ الاتفاق المبدئي على وقف إطلاق النار ليلة الأربعاء، وفقا للدفاع المدني الذي تديره حماس في القطاع.

ومن المقرر أن يدخل الاتفاق، الذي تم الانتهاء منه بعد ظهر الجمعة، حيز التنفيذ يوم الأحد، وهو ما يعني بالنسبة لسكان غزة 24 ساعة أخرى من الترقب حتى الوصول إلى لحظة الراحة النهائية.

وقال الدكتور عبد الله شبير، 27 عاماً، طبيب الطوارئ في مستشفى المعمداني في غزة، “الوقت يسير ببطء أكثر من أي وقت سابق”.

ويوضح شبير “في أي لحظة يمكن أن تفقد حياتك”، وأضاف “الجلوس في المنزل والسير في الشارع كلاهما سواء لا يوجد تحذير”.

وكان الطبيب شبير في مناوبته في المستشفى ليلة الأربعاء، عندما وصلت أنباء اتفاق وقف إطلاق النار.

ويشير إلى أن لحظة الفرح كانت قصيرة، أقل من ساعة تقريبا كانت تفصلنا عن الإعلان عن بداية موجة ضربات جوية تسببت في تدفق القتلى والجرحى إلى مستشفى المعمداني.

استُدعيّ كل أفراد الطاقم الطبي إلى المستشفى. ويقول شبير في اتصال هاتفي من المستشفى: “كان الأمر أسوأ من أي شيء رأيناه على الإطلاق. كان هناك إصابات وحروق بالغة. وبالطبع العديد من القتلى”.

بحسب مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، فإن 69 في المئة من المباني في غزة تعرضت للتدمير أو الضرر.

ومن بين ملايين النازحين في القطاع، انتظر الكثيرون طوال يوم الجمعة اللحظة التي يمكنهم فيها العودة إلى ديارهم لأول مرة منذ بدء الحرب. لكن الكثير منهم سوف يجد أرضا مدمرة جرداء بدلا من منازلهم.

 

حجم الدمار في قطاع غزة هائل. ووفقا لتحليل حديث أجراه مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، فقد تم تدمير أو إتلاف 69 في المئة من جميع المباني و68 في المئة من الطرق، حتى ديسمبر/ كانون الأول. وقُتل حوالي 46.700 شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

تراجعت فرحة سكان غزة بوقف إطلاق النار، الذي طال انتظاره، بسبب حجم الموت والدمار. “والله إن المشاعر متضاربة”، هكذا قال وائل محمد، صحفي مستقل يعيش في مخيم للاجئين في وسط غزة.

وأضاف: “من لحظة إلى أخرى، من الفرح إلى الألم. أنا سعيد لأن سيل الدماء سيتوقف، لكننا نعيش في بؤس”.

في يوم الجمعة بعد الظهر، كان اتفاق وقف إطلاق النار محل بحث النظام السياسي الإسرائيلي للموافقة النهائية. وهو يمهد الطريق للإفراج عن المجموعة الأولى المكونة من ثلاث رهائن في وقت مبكر من يوم الأحد، في مقابل حوالي 95 سجينا فلسطينيًا.

لكن مازالت عملية التبادل، التي ستجري على مدى الأسابيع الستة المقبلة، تواجه خطر الانهيار.

وأكدت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): “التحدي الأكبر هو ما إذا كان سيتم تنفيذ وقف إطلاق النار بنجاح”.

وقالت جولييت: “إذا كان الأمر كذلك، فإن التحدي الذي ينتظرنا يظل هائلا للغاية. الغالبية العظمى من الملاجئ مكتظة. ببساطة يعيش الكثيرون في العراء، أو في هياكل مؤقتة. إنهم يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الملابس الثقيلة. لا أستطيع أن أسمي هذه ظروفا معيشية، فهي ليست ظروفا مناسبة للبشر”.

يوم الجمعة في غزة، ركز البعض على يوم الأحد، وما إذا كانوا سيصلون إلى لحظة الراحة دون انهيار الاتفاق.

وقال خليل نتيل، 30 عاما، الذي دمر منزله في جباليا في أقصى شمال قطاع غزة في وقت مبكر من الحرب، “نحن خائفون من أي تغيير أو أي تحرك”.

وقال نتيل من مأوى في وسط غزة “الأخبار وصلت ونحن نراقب وننتظر”.

وبحسب سي إن إن نقلا عن مسؤول مصري كبير، سيتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وتضم ممثلين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل والمسؤولين الفلسطينيين.