سيطرة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين على مدينة آدم يبال الاستراتيجية تكشف عن هشاشة الإعلام الحكومي وانحطاط أخلاقياته

بعد سيطرة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين على مدينة آدم يبال الاستراتيجية الواقعة في ولاية شبيلي الوسطى جنوب الصومال، صباح الأربعاء، وتوثيق سيطرتها بالصور والمقاطع التي تنقل مقتل الميليشيات وعودة المدينة لحكم الشريعة، شككت الحكومة الصومالية عبر قيادة ميليشياتها في الخبر الحقيقي.

ومع أن الهجوم الكاسح لمقاتلي الحركة لم يخفى على قيادات الجيش الصومالي، الذي أجبرت ميليشياته على التراجع بعد معارك عنيفة وفقا لضابط أمن استشهدت بقوله وكالة الأناضول للأنباء. فقد اعترض الجيش على التقرير. وقال النقيب حسين أولو، وهو ضابط عسكري، لوكالة رويترز للأنباء إن القوات الحكومية أعادت التنظيم.

وقال النقيب الصومالي محمد علي لوكالة الأنباء الفرنسية من بلدة قريبة إن “المسلحين الإرهابيين شنوا هجوما يائسا على مواقع الجيش الصومالي في منطقة آدم يبال صباح اليوم”. وقال “لا يزال هناك قتال عنيف في بعض أجزاء المدينة”.

لكن لقطات الكتائب الموثقة لمقتل الميليشيات وسيطرة مقاتلي الحركة على قواعدهم العسكرية والمدينة برمتها بل والمناطق المحاذية لها كذلك، أكدت مرة أخرى المستوى الأخلاقي للحكومة التي تنكر الحقائق لتتهرب من مواجهتها.

وتتمتع آدم يبال بأهمية عسكرية استراتيجية وتعمل كمركز لوجستي مهم يربط ولاية هيرشابيلي بولاية غالمودوغ الوسطى المجاورة. احتلتها الميليشيات الحكومية في عام 2022 وأسقطت خلالها حكم الشريعة الذي كان يحكمها.

وكان الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود “جرجورتي”، وهو من المنطقة، قد زار المدينة في مارس/آذار للقاء القادة العسكريين هناك. وسبق أن ظهر قادة القوات الأمريكية في المدينة لتوجيه الميليشيات في حربهم على الشريعة.

لذلك يعتبر استرجاع مدينة آدم يبال ضربة قوية للتحالف الدولي.

من جانبها نقلت وكالة الأناضول اعترافات ضابط أمن أخبرها عبر الهاتف شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب القيود الإعلامية حيث قال: “شن التنظيم غارات قبل الفجر على قواعد الجيش الوطني الصومالي في البلدة وحولها مما أجبر الجيش على التراجع بعد قتال عنيف”.

وتأكد للجميع بعد ذلك فرار الميليشيات ليست فقط من آدم يبال بل من كل المناطق المحاذية لها كمنطقة وجبل يسومن بولاية هيران وسط الصومال. حيث سيطر مقاتلو حركة الشباب المجاهدين على منطقة وجبل يسومن بعد فرار الميليشيات الحكومية منها رعبا من تقدم مقاتلي الحركة بعد سيطرتهم على مدينة آدم يبال التي لم تصمد أمام الهجوم الكاسح للحركة.

وتقع مدينة آدم على بعد 245 كيلومترا (152 ميلا) من العاصمة مقديشو. وأصبحت تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين التي رفعت فيها رايات التوحيد ومزقت علم الحكومة.

وفي تطور ذي صلة، انسحبت القوات الحكومية وميليشيا متحالفة معها من قرية أبوري القريبة بعد 10 أيام من الاشتباكات. وأكدت مصادر محلية أن حركة الشباب استولت على القرية منذ ذلك الحين.

وبحسب وكالة اسوشيتد برس التي قالت:”تأتي الانتكاسات وسط حملة أوسع لمكافحة التمرد بدأت في عام 2022 عندما استعادت القوات الصومالية، بدعم من ميليشيات عشائرية وشركاء دوليين، عشرات البلدات والقرى في جميع أنحاء ولايات هيرشابيلي وغالمودوغ وجنوب غرب البلاد. وكانت هذه واحدة من أهم الهجمات ضد حركة الشباب المجاهدين منذ أكثر من عقد من الزمان”.

ومع ذلك، في الأشهر الأخيرة، أعاد المجاهدون تجميع صفوفهم وشنوا سلسلة من الهجمات المضادة، واستعادوا السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرتهم إثر الحملة الحكومية في شبيلي الوسطى وجلجدود. كما تواصل حركة الشباب المجاهدين العمل في أجزاء كبيرة من مناطق شبيلي السفلى وجوبا الوسطى وباكول حيث لا يزال الوجود الحكومي محدودا. بحسب الوكالات.

وتؤكد تقارير محلية أن الحكومة سجنت عددا من الميليشيات التي فرت من القتال ولا تزال تتوعد الميليشيات التي لم تتمكن من اعتقالها لفرارها من مواقعها بدون قتال.

وتأتي هذه الهزائم للحكومة في الوقت الذي يزداد فيه مستقبل الدعم الأمني الدولي لها محفوفا بالمخاطر.

وحلت بعثة جديدة تابعة للاتحاد الأفريقي محل قوة أكبر في بداية العام لدعم الحكومة الصومالية الهشة ومنع استقلال الصومال بنظام الشريعة الإسلامية. لكن تمويلها غير مؤكد مع معارضة الولايات المتحدة لخطة للانتقال إلى نموذج تمويل للأمم المتحدة.

ورغم أن تغطية حركة الشباب المجاهدين الإعلامية لمعارك مقاتليها وتحركاتهم العسكرية موثقة بالصوت والصورة ولا يمكن تجاهل مصداقيتها إلا أن الإعلام الدولي يحاول دوما تقديم منصة للحكومة الصومالية حتى وهي في حالة إحراج شديد، مع ما تنقله الحركة من توثيق لهزائمها. لكون روايتهم واحدة وأهدافهم واحدة. وهي إبقاء الهيمنة الغربية على البلاد.

وتعتمد التقارير الإخبارية على “شيطنة” الحركة الجهادية التي لمع نجمها مع دخول الاحتلال الإثيوبي لإسقاط نظام المحاكم الإسلامية لمنع الصومال من الاستقلال بحكم إسلامي يوحدها وتزدهر به، فكان الرد أن قادت حركة الشباب المجاهدين حربا عنيفة هزمت فيها القوات الإثيوبية وأخرجتها من أغلب الصومال وحظيت بدعم شعبي كبير، كحركة مقاومة وجهاد، إلا أن الغرب أعاد إدخال تحالف دولي جديد لنجدة مشروع الهيمنة على الصومال مستخدما حكومة دمية لتمرير أجنداته.

والصراع مستمر منذ قرابة العقدين من الزمن، بحجة مكافحة الإرهاب بينما هو في الحقيق محاولة لقمع حركة تحرر عن الاحتلال الغربي والجشع الدولي الذي حرم شعب الصومال من سيادته واستقراره.