مسؤولون وضباط سابقون للحكومة الصومالية يحذرون من أن الحكومة على وشك الانهيار بعد الهزائم الكبيرة التي تكبدتها في جبهات القتال
في وقت تتدهور فيه الأوضاع الأمنية والسياسية للحكومة الصومالية، تتوالى الاتهامات ضد القيادة، وخاصة ضد الرئيس حسن شيخ محمود “جرجورتي”، حيث بات يتعرض للانتقادات الشديدة من معارضيه وأصدقائه على حد سواء.
كتب عبد الرشيد حاشي، المدير السابق لمعهد هيريتيج للدراسات والذي عمل سابقا في منصب ووزير سابق في الحكومة الصومالية، كتب مقالًا مطولًا تناول فيه الوضع الراهن للحكومة، محذرًا من مصيرها، وقال إن الرئيس حسن شيخ محمود فشل في جميع المجالات خلال ثلاث سنوات من وجوده في السلطة في القصر الرئاسي.
وقال في مقاله: “لقد توليت قيادة الصومال لمدة ثلاث سنوات، ولم يتبقَ من ولايتك سوى عام واحد. كنت قد وعدت بالقضاء على حركة الشباب خلال عامين، ولكنهم اليوم هم من يشنون الهجمات. لقد أعادوا السيطرة على أراضٍ تم تحريرها سابقًا، واستولوا على جسور ومدن استراتيجية مثل آدم يبال.”
وأضاف أن ميليشيات الحكومة أصبحت منهكة بسبب الظروف الحالية، وإذا استمر هذا الوضع، فإنه قد يسرّع من انهيارهم. وقال: “الصوماليون والأجانب متفقون على أن الجيش الوطني قد تعب، وأن الضعف أصبح ظاهرًا عليه، ووفقًا لمصادر من داخل الجيش الوطني الصومالي، فقد وصل إلى أقصى حد من طاقته. وإذا استمر الوضع على هذا المنوال، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار كامل وهزيمة شاملة.”
من جهته، دعا عبد السلام غوليد، الذي شغل سابقًا منصب نائب مدير جهاز المخابرات الصومالية، القائد العام للجيش الصومالي الجنرال أودوا يوسف راجي إلى تقديم استقالته، لأنه لم يستطع تقييم أن العدو يستطيع السيطرة بهذه السهولة على مدينة آدم يبال خلال ساعات قليلة وما تلى ذلك. وأنه لم يفعل شيئا. وأكد أنه كان يجب عليه أن يدرس الوضع، ويرى الخطر والتهديدات قبل وقوع الكارثة، ثم يتخذ قرارًا من شأنه إنقاذ الموقف. ولم يفعل ذلك، ووجه له القول:”الجنرال أوداو: أليس من المفترض أن تستقيل من منصبك فورًا، وألا تتولى مستقبلًا قيادة الجيش الوطني؟ “.
واتهم غوليد الرئيس حسن شيخ محمود بالفرار من جبهات القتال، مطالبًا بإلقاء القبض عليه.
وقال: “كان من المفترض أن يبقى في آدم يبال – يقاتل ويدافع أو يموت هناك. لكنه لم يفعل ذلك”.
وفي رسالة وجهها إلى الرئيس الصومالي قال غوليد: “أليس من الواجب أن تُقيل الجنرال أدوا يوسف فورًا من منصب القائد العام للجيش، أوتزج به في السجن، وتُجرى عليه تحقيقات حقيقية لما حدث؟ ثم تتخذ القرار والإجراءات المناسبة وفقًا لما تكشفه التحقيقات..”.
تأتي هذه الاتهامات والانتقادات اللاذعة للرئيس الصومالي وقائد جيشه، كعينة فقط من كمّ كبير من الاتهامات والانتقادات التي يتعرض لها الرئيس الصومالي من مناصريه كما من معارضيه.