مواجهة سياسية محتدمة: بونتلاند وجوبالاند تطلقان تحذيراً قوياً ضد الحكومة الصومالية في مقديشو
دخل الخلاف السياسي بين إدارتي بونتلاند وجوبالاند من جهة، والحكومة الفيدرالية الصومالية المتمركزة في فيلا صوماليا من جهة أخرى، مرحلة جديدة أكثر حدة بعد ختام مؤتمر تشاوري مشترك في مدينة غارووي.
المؤتمر الذي امتد من 23 حتى 25 يوليو 2025، أفرز بياناً مشتركاً كشف عن عمق الخلافات مع الحكومة الفيدرالية، التي اتهمتها الإدارتان بمحاولة احتكار تعديل الدستور المؤقت، وبتقويض النظام الفيدرالي في البلاد.
رفض لتعديل الدستور واتهامات بتجاوز الصلاحيات
وأكد البيان أن بونتلاند وجوبالاند ترفضان بشدة أي تعديل على الدستور المؤقت يتم دون توافق وطني، متهمتين الحكومة الصومالية بقيادة حسن شيخ محمود، باستغلال السلطات الدستورية بصورة تعسفية.
وأشار البيان إلى أن إدارة مقديشو استخدمت السيطرة على المجال الجوي كسلاح للضغط السياسي ضد الولايات المعارضة، في خطوة وصفتها الإدارتان بأنها “انتهاك خطير للشرعية الفيدرالية”.
أموال دولية تُستغل سياسياً ودعوى رسمية إلى “إيكاو”
اتهمت بونتلاند وجوبالاند الحكومة الفيدرالية كذلك بإساءة استخدام الدعم المالي المقدم من المجتمع الدولي، مشيرتين إلى أن هذه الأموال تُستخدم لتقوية قبضة فيلا صوماليا على السلطة، وإضعاف الإدارات الإقليمية.
وأعلنت الإدارتان عن عزمهما تقديم شكوى رسمية إلى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) التابعة للأمم المتحدة، بشأن ما اعتبرتاه “تسييساً وإخلالاً” بإدارة المجال الجوي الصومالي.
مستقبل النظام الفيدرالي على المحك
يجسد مؤتمر غارووي تصعيداً غير مسبوق في الأزمة السياسية، في وقت تشهد فيه البلاد أزمات متشابكة تهدد بتفكيك النظام الفيدرالي الهش.
وبينما تترقب الأوساط السياسية في الداخل والخارج رد الحكومة الفيدرالية وخطوة منظمة “إيكاو”، تبدو البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من المواجهة، قد تعيد رسم الخارطة السياسية للصومال.