يوم دموي في كينيا.. مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات خلال احتجاجات في ذكرى “سبعة سبعة”

 

شهدت المدن الكبرى في كينيا يوم الإثنين أحداث عنف دامية، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 50 عنصراً من قوات الشرطة، وذلك خلال احتجاجات واسعة ضد الحكومة تزامناً مع الذكرى الخامسة والثلاثين للانتفاضة الشعبية المعروفة محلياً باسم “سبعة سبعة” (Saba Saba).

 

ووفقاً للشرطة الكينية، فقد اندلعت مواجهات عنيفة في العاصمة نيروبي ومناطق أخرى، حيث استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والمياه المغلية لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا هاتفين بشعارات ضد الحكومة، واصفين إياها بـ”الحكومة الصليبية”، وساروا في شوارع المدن للتنديد بالفساد والغلاء.

 

وتأتي هذه الاحتجاجات في إطار الذكرى السنوية لكفاح الشعب الكيني عام 1990 ضد حكم الرئيس الأسبق دانيال آراب موي، حين طالب الكينيون بإنهاء الديكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي. وتُعد هذه المناسبة رمزية قوية، حيث يجتمع المواطنون سنوياً في 7 يوليو لاستذكار تلك الانتفاضة.

 

هذا العام، وجه المتظاهرون اتهامات مباشرة لحكومة الرئيس ويليام روتو، متهمين إياها بالتورط في نشر الفساد الواسع، وخلق أزمات اقتصادية خانقة طالت حياة المواطن العادي. كما اتهم المحتجون الحكومة باستخدام مجموعات مسلحة مأجورة لبث الفوضى وتشويه صورة المظاهرات، في حين وصفت الحكومة هذه التحركات بأنها “محاولة انقلاب فاشلة”.

 

من جانبه، صرح وزير الداخلية كيبشومبا موركومين بأن الحكومة “ملتزمة بحماية الأرواح والممتلكات العامة” خلال فترة الاحتجاجات، مؤكداً أن الدولة لن تسمح بانزلاق الأمور إلى الفوضى.

 

وتشير التقارير إلى أن عدد القتلى منذ يونيو الماضي بلغ 80 شخصاً على الأقل، من بينهم المعلم الشهير ألبرت أوجوانغ، الذي توفي على يد الشرطة الشهر الماضي، ما أجّج غضباً شعبياً واسعاً في مختلف أنحاء البلاد.

 

وفي السياق ذاته، أعربت منظمات حقوق الإنسان، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية (Amnesty International)، عن قلقها العميق إزاء الاستخدام المفرط للقوة من قِبل الشرطة، ودعت إلى تحقيق مستقل وعاجل لمحاسبة المتورطين وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان.